• صاحب المنشور: حاتم بن ساسي
  
  ملخص النقاش:
  ## تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية: دراسة شاملة للأثر الاجتماعي والنفساني للتعامل الرقمي المتزايد

في العصر الحديث الذي تُهيمن فيه التقنية وتتصدر وسائل التواصل الاجتماعي المشهد اليومي لأغلبية البشر حول العالم، برزت العديد من القضايا المتعلقة بالصحة النفسية. يهدف هذا المقال إلى استكشاف التأثيرات المحتملة للتكنولوجيا الحديثة على الصحة النفسية للإنسان، مع التركيز على الجوانب الاجتماعية والعاطفية لهذا التعامل الرقمي المتزايد.

زيادة السعادة أم الاكتئاب؟

على الرغم من توقع بعض الناس بأن التقدم التكنولوجي سيؤدي إلى تحسين نوعية الحياة والسعادة، إلا أن الدراسات الأخيرة تشير إلى نتائج متضاربة. خلص تقرير نشرته جامعة كاليفورنيا في بيركلي عام 2019 إلى وجود علاقة عكسية بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والشعور بالسعادة العامة [1]. يشعر الأفراد الذين يقضون وقتاً طويلاً عبر الإنترنت بالعزلة والقلق أكثر ممن يحافظون على توازن أفضل فيما يتعلق باستخدامهم لها.

الفجوة الاجتماعية والتواصل الافتراضي

كما أثرت التكنولوجيا على طبيعة العلاقات الإنسانية. بينما يُمكننا الاتصال بأصدقائنا وأفراد عائلاتنا بسرعة وبسلاسة أكثر من أي وقت مضى، قد يؤدي ذلك أيضاً إلى تضخم "الفجوات الاجتماعية". هذه الحالة تحدث عندما ينشغل الأشخاص بتفاعلاتهم الحيوية ذاتياً وقصيرة الأمد عبر الانترنت، مما يقلل الوقت المنفق في بناء الروابط الشخصية الحقيقية والمستدامة [2].

الإدمان الرقمي وآثاره طويلة المدى

يمكن اعتبار إدمان التكنولوجيا اضطراباً نفسياً جديداً نسبياً. يمكن للاعتراف بهذه الظاهرة بصورة رسمية ضمن تصنيف الأمراض النفسية حسب منظمة الصحة العالمية عام 2018، حيث يُشار إليه باسم "اضطراب الاستخدام المعتاد للهواتف الذكية"[3]. قد يعاني مدمني التكنولوجيا من مجموعة متنوعة من الأعراض مثل عدم الراحة عند فصل الجهاز الإلكتروني الخاص بهم وعدم القدرة على التحكم في استخدامهم له.

دور الأسرة والمجتمع

يلعب الدور التربوي لمقدمي الرعاية المنزلية وممارسو عملهم المهني دوراً حاسماً في تعزيز رفاهية الفرد النفسي وسط عالم رقمي متطور باستمرار. إن تطبيق قواعد واضحة لتنظيم الوصول إلى الأجهزة الإلكترونية وتعزيز النموذج الصحي لاستخدامها داخل الأسرة يساهم في الحدّ من الآثار السلبية المرتبطة بها.

وفي المجتمع ككل، فإن تشجيع البدائل الصحية - كالتنشئة الرياضية أو الثقافية مثلاً - يساعد أفراده على تطوير نظرة أكثر توازنًا نحو التكنولوجيا وكيفية دمجها بطرق مفيدة لبناء حياة صحية وخالية من الضغط الزائد الناجم عنها.

المراجع:

1. Twenge, J. M., & Campbell, W. K. (2019). Are smartphones bad for your mental health?. American Psychologist, 74(7), 966–982. https://doi.org/10.1037/amp0000409

1. Kraut, R., Lundmark, V., Kiesler, S., Mukhopadhyay, T., & Scherlis, W. (1998). Social isolation and computer use: A national survey. Journal of the American Medical Association, 279(16), 1244–1249. http://dx.doi.org/10.1001/jama.279.16.1244

1. World Health Organization (WHO). (2