• صاحب المنشور: شروق الشريف
  
  ملخص النقاش:
  مع التطور المتسارع للتكنولوجيا والتحول نحو العصر الرقمي، لم تعد الجامعات والمعاهد التقليدية هي الخيار الوحيد للتعلم. وقد شكلت هذه الثورة رقميّة تأثيرات عميقة على قطاع التعليم عبر العالم. فمن ناحية، يوفر الإنترنت والموارد الرقمية فرصاً جديدة لا حدود لها لتلقي العلم ومشاركة المعرفة؛ حيث يمكن الوصول إلى دورات تعليمية متميزة مجانًا أو بتكلفة زهيدة جدًا مقارنة بالبرامج الأكاديمية التقليدية. كما يمكّن التعلم الإلكتروني الأفراد من دراسة المواضيع التي تهمهم دون الحاجة لتحمل مشاق الانتقال الجغرافي وتكاليف الدراسة الباهظة. بالإضافة إلى ذلك، يتيح التعلم الرقمي المرونة الزمانية للمتعلمين لتنظيم جدول أعمالهم وفق احتياجاتهم الخاصة.

وفي المقابل، يشكل هذا التحول تحديًا رئيسياً أمام المؤسسات التعليمية الكلاسيكية. فعلى سبيل المثال، تواجه العديد منها منافسة حادة من المنصات التعليمية الإلكترونية الشائعة مثل Coursera وedX وغيرها الكثير. وللحفاظ على مكانتهم وثبات حضورهم بين الطلاب المحتملين، تتطلب تلك الجامعات مواكبة الابتكار المستمر وتوفير تجارب تعلم جذابة باستخدام تقنيات المحاكاة الواقع الافتراضي والصوت والفيديو المتطوِّرة حديثًا.

ومن جانب آخر، يعترض البعض على جدوى شهادات الدورات القصيرة المقدمة عبر الانترنت والشكوك حول مدى تأثير هذه العملية الحديثة على جودة المهارات والأعمال المهنية المكتسبة مقارنة بمؤهلات الدرجات التقليدية المعتمدة أصلاً. وبالتالي فإن ضمان الاعتراف الحكومي لهذه الإنجازات وإيجاد آليات مناسبة لتقييم مستوى تحصيل طلاب المناهج الرقمية يعد أمر حاسم لدعم مصداقيتها وضمان نجاحها المستقبلي.

أخيرا وليس آخرا، يحمل مستقبل التربية مفارقة مثيرة تتمثل باستمرار ارتباطنا الوثيق بالمباني القديمة ذات القاعات الفسيحة بينما نتلقى دروسا افتراضيه مباشرة داخل غرف نومنا! إن فهم طبيعة الصراع الحالي واتخاذ خطوات مدروسة نحو الاستفادة المثلى مما توفره لنا الوسائل الجديدة سيفتح أبواب واسعه امام فتح افاق علميه رائدة لأجيال قادمه .