- صاحب المنشور: علياء التازي
ملخص النقاش:في العصر الحديث الذي نعيش فيه اليوم، غدت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولا يخفى تأثيرها الكبير على مختلف جوانب المجتمع، ومن بين هذه الجوانب مجال التعليم. فالتكنولوجيا اتاحت فرصاً جديدة وفريدة لتعزيز عملية التعلم وتوسيع نطاق الوصول إلى المعلومات والمعرفة. ولكن مع كل الثمار التي جنتها المدارس والجامعات من استخدام التقنية، فإن بعض المشكلات ظهرت أيضاً والتي تهدد بتقييد فعالية هذا التحول الرقمي.
الفرص التي توفرها
تسهم التكنولوجيا بنقل تجربة التعلم خارج حدود الفصل الدراسي التقليدي، حيث يمكن للمدارس والجامعات تقديم البرامج عبر الإنترنت مما يعزز مرونة وقت ومكان تلقي الدروس. كما تتيح المنصات الإلكترونية مثل الويب أو الهواتف الذكية للطلاب الحصول على مواد تعليمية متعددة الوسائط الغنية بالرسومات والصوتيات والفيديوهات الشيقة والممتعة. بالإضافة لذلك، تشجع أدوات التواصل الاجتماعي الطلاب للتواصل فيما بينهم وتعزيز الشعور بالمشاركة داخل مجتمع الجامعة الأكبر.
كما عززت البرمجيات التعليمية العملية التدريس نفسها بإنتاج تقنيات ذكية تساعد المعلمين في تتبع تقدم الطالب ورصد احتياجات تدخلات شخصية أكثر كفاءة بناء عليها. وقد أثبت اعتماد الحاسوب الشخصي وأجهزة الأجهزة المحمولة نجاح كبير خاصة خلال فترات الانقطاع بسبب جائحة كورونا الأخيرة عندما اضطرت المؤسسات التعليمية للإغلاق مؤقتا واستمرت بالتالي سير عمل العام الدراسي حتى أثناء فترة الإغلاقات بعد انتقال الامتحانات والدروس إلى نموذج رقمي جديد تماما!
التحديات المعلنة
رغم الفوائد العديدة للاستخدام الواسع لتقنيات الاتصالات الحديثة، إلا أنها طرحت تحديات جدية أيضًا ينبغي أخذها بعين الاعتبار؛ أول هذه الإشكالات هي احتمال زيادة معدلات الاحتيال الأكاديمي نتيجة سهولة سرقة المحتوى الرقمي وإعادة نشره بدون ذكر مصدره الأصلي الأصيل. ثانياً، يعتقد الكثير بأن الوقت الزائد أمام الشاشات قد يؤثر سلبيآعلى القدرات الاجتماعية والعاطفية لدى الأطفال والشباب الذين يقضون ساعات طويلة يومياً أمام الهواتف والحواسيب وغيرهما من المنتوجات القريبة من الجهاز الصغير جدًا والذي يستخدم بشراهة كبيرة بين الأجيال الجديدة حالياً! وأخيراً وليس آخراً، هناك قلق مستمر حول إمكانية عدم المساواة أمام فرصة التطور التقني ولجوء البعض لمثل هاته الأدوات بدلاً من الاستعانة بخدماتها الأساسية كالكتابة اليدوية مثلا.
وفي النهاية، يكمن الحل الأمثل لهذه المواقف الحرجة في تحقيق توازن دقيق يتيح تطوير نهج علمي يعنى بحماية حقوق الملكية الفكرية ويضمن سلامة البيئة الصحية للأطفال والمراهقون جنباً الى جنب مواصلة دعم نشر الثقافة الإعلامية الحقوقية اللازمة لمنع وقوع ضرر محتمل عليهما وعلى الآخرین