متى ستُفرَجُ؟ خانتني المواعيدُ
أمشي وأعلمُ أنّ الدربَ مسدودُ
.
وليسَ عندي منَ الآمالِ واحدةٌ
إلا وترتَعُ في خضرائها البيدُ
.
لقد ضجرتُ منَ الدنيا، وما ضَجِرَتْ
للآنَ تُحرقُني فيها الأخاديدُ
.
كأنّني غُصّةٌ في صدر مُغتَربٍ
يمشي بأُبَّهةٍ.. والحَيْلُ مهدودُ!
لمَن أُفضفضُ كي أرتاحَ من تعبي
ومن سيسمعُني؟ ماتَ الأجاويدُ..
.
إنْ كانَ وجهي فَتيّاً في ملامحهِ
فللفؤادِ وأحلامي تجاعيدُ
.
حدّثتُ قومي بما أحسستُ من خَطّرٍ
فنلتُ ما نالَهُ من قومهِ هودُ!
.
المجدُ للصمتِ.. حينَ الصوتُ يخذلُنا
وللضّياعِ إذا ماضيكَ مفقودُ
أرواحُنا وجبَةٌ للدّهر مُغريَةٌ
فإن قَضينا، فَرَتْ أجسادَنا الدودُ!
.
فيمَ التفاؤلُ إنْ كانَ الأسى قدراً؟
وكيفَ يهربُ من أوتارهِ العودُ؟
.
أقومُ في الليل مرعوباً بلا سببٍ
حولي شعوبٌ.. وآمالٌ.. ونمرودُ
.
هذي بلادٌ إذا أدنتكَ ضِقتَ بها
وإن جَفتكَ.. فأشواقٌ وتسهيدُ!
يقولُ إبليسُ ليْ: لا تنتَظر فرَجاً
بيضُ الحكاياتِ وهمٌ، كلُّها سّودُ!
.
خسئتَ واللهِ! بعدَ العُسرِ ميسَرةٌ
وبعدَ كلِّ بلاءٍ مؤلمٍ عِيدُ
.
أعمارُنا فِتَنٌ من بعدها فتَنٌ
فبعضُنا واردٌ.. والبعضُ مورودُ
.
وكم فُتنتُ.. وشابَ القلبَ وسوسَةٌ
لكن صبرتُ، وبعضُ العُسرِ محمودُ!
إذا حبالُ الأماني كلّها قُطِعت
وضِقتَ عيشاً.. فحبلُ اللهِ ممدودُ
.
فإن كفرتَ على بلوى أُصِبتَ بها
عليكَ وحدكَ هذا الكفرُ مردودُ
.
كن مثلَ داوودَ.. أوّاباً لخالقهِ
ما قالَ كُفراً، ولكنْ خَرَّ داوودُ..
.
#حذيفة_العرجي
٤ / ١٠ / ٢٠١٩