في سياق عملك داخل مبنى تجاري يتكون من عدة طوابق وكل طابق يحتوي على مكاتب ومرافق عامة بما فيها الحمامات، قد تواجه وضعاً حيث يمكنك استخدام الحمامات الموجودة في أي طابق فارغ نظيف. السؤال هنا هو حول شرعية استخدام تلك الحمامات.
الحكم الشرعي واضح ومباشر: إذا لم يكن هناك شروط محددة تنص على اختصاص استخدام الحمامات لأصحاب كل طابق بشكل خاص، فإن الأمر جائز تمامًا. هذا لأنه وفقًا للتفسير الإسلامي للتعهد بالعقود (الوفاء بالعقود)، والذي تشدد عليه آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، يجب عليك الالتزام بشرط الموافقة الأصلي لكل طرف.
ومع ذلك، هناك اعتبار مهم عندما يكون هناك حاجة ملحة لاستخدام هؤلاء الحمامات، كما قد يحدث بسبب الاكتظاظ أو تأخر الأشخاص الآخرين في الحصول عليها. في مثل هذه الحالات، يصبح تقديم هذه الخدمة أمرا ضروريًا. يمكن أن يُنظر إلى حرمان شخص محتاج من الوصول لهذه الخدمات الأساسية كسبب للإثم أو حتى لإبطال الشرط نفسه.
لذلك، ضمن إطار الحرية الشخصية واستنادًا للقواعد الإسلامية الخاصة بالأفعال الخيرية والمعاملة الإنسانية، يحث الفقهاء المسلمين على تبادل المنافع والتأكيد على الرعاية المتبادلة - وهو درس عميق من تاريخ الإسلام. لذلك، بغض النظر عن موقع الحمام الذي تستخدمه في المبنى التجاري، يبقى الامتثال للحالة الأصلية للموافقة أمرًا أساسيًا ما لم تكن هناك ظروف تستوجب خلاف ذلك بناءً على الاحتياجات الملحة للجميع.