- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في نقاش موسع عبر الإنترنت، تناول المشاركون موضوع صورة الجمجمة الموجودة في متحف الإنسان في فرنسا والتي تعود لحاكم من القاهرة شارك باغتيال الجنرال الفرنسي كليبر عام ١٨٠٠ كرد فعل على جرائمه بحق الشعب المصري. وقد سلط رواد المناقشة الضوء على الآثار المأساوية للحملات الاستعمارية والجرائم المرتبطة بها. كما أعربوا عن اعتقادهم بأن دراسة هذه الأحداث تساعد في فهم تاريخ الظلم العالمي ويمكن أن تشكل أساساً لبناء تفاهم مشترك بين الثقافات المختلفة.
وأكد وليد بن القاضي على أهمية النظر إلى التاريخ الاستعماري من خلال المنظور الواسع للأزمات الإنسانية وتجارب التعذيب والفقد الذي سببتها الإمبريالية. واقترح استخلاص الدروس منها لمنع تكرار الانتهاكات وانتهاكات حقوق الإنسان. ومن الجدير بالملاحظة هنا التحول من النظر إلى الحدث كمصدر للاستياء إلى رؤيته كنقطة انطلاق للإصلاح وتحسين العلاقات الدولية والثقافية.
وفي مداخلة لاحقة، شدد عبد العالي بن زيدان على ضرورة مقاربة التاريخ بموضوعية وعقلانية بغرض تعظيم الفوائد المحتملة منه فيما يتعلق بالتوجهات المستقبلية لدفع عجلة السلام والعيش المشترك بين الامم والشعوب المتباينة ثقافيًا. وقد اتفق معه الجميع بشأن دور التربية والتنوير المجتمعيين كوحدتين رئيسيتين لنشر الوعي والتفهم المتبادلين دون الانغماس في حالة الصدام السلبي تجاه الماضي الاستعماري المؤلم.
وتوصل المنتدى أخيرا لإجماع مفادُه أنّ أفضل طريقة لاستخدام ذكرى الحقبات السوداء يكمن بتحولها لمفتاحٍ لانطلاق عملية تطوير شامل لقيم الأخلاق العامة واحترام الآخر والحفاظ عليه؛ مما يؤدي بدوره لعالم أكثر انسجاما واستقرارا يستوعب تعدّد الأعراق والمكونات البشرية كافة ويحملهم كافة تحت مظلة العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية العليا.