في حديثنا حول أسماء الله وصفاته، قد يثير البعض تساؤلات حول عبارة "أعوان"، والتي استخدمها الشيخ ابن تيمية فيما يتعلق بسياق خاص في القرآن الكريم. هذه التفسيرات ليست دعوة لإضافة اتصاف جديد لله عز وجل، ولكنها تبحث عن فهم أدق لكلام القران والسنة النبوية.
الله جل وعلا، حسب التعاليم الإسلامية، غني عن جميع الكائنات. هو الواحد الأحد، الصمد، المستغني بنفسه فقط. ليس لدينا الحق في تصوره كمحتاج لأي خلق من خلقه، سواء كان ذلك يشمل الملائكة أو غيرهم من المخلوقات. الله يخلق ويعطي القدرة لكل شيء ولكنه أيضا المستحق الوحيد للعبادة والإجلال.
أما استخدام مصطلح "أعوان" في النصوص الدينية، فإنه يأتي ضمن السياقات التي تشير فيها إلى طاعة الملائكة واستجابة أفعالهم للأوامر الإلهية. فالآيات مثل "(ونحن أقرب إليه منكم)" تُعتبر مثالاً حيث يُشير الضمير "نحن" إلى الملائكة الذين يجسدون الطاعة والدعم في تنفيذ مشيئة الله.
وعليه، عندما ذكر الشيخ ابن تيمية "أعوان"، لم يكن يقصد وجود قوة خارجية تحتاج إليها الذات الإلهية. بدلاً من ذلك، كان يشرح كيف يتم التأويل الصحيح لاستخدامات اللغة العربية للتأكيد على قدرة الله التامة وعدم حاجته لأي شخص آخر لتحقيق غرضه.
وفي النهاية، يجب أن نتذكر دائماً أن الله فوق كل شيء وفوق كل اعتبار بشري. كل ما نقوله أو نفهمه عن الله ينبغي أن يكون ضمن حدود علمنا البشري وأن نعترف بأنه أكبر مما يمكن للعقل البشري إدراكه تماماً.