- صاحب المنشور: حبيبة الحمودي
ملخص النقاش:
مع نهاية العام الأول لجائحة كوفيد-19، أصبح واضحًا أن تأثيرات الفيروس لم تقتصر على الصحة العامة فحسب، بل امتدت لتشمل جوانب رئيسية أخرى مثل النظام الاقتصادي العالمي والتغييرات الاجتماعية والثقافية. وفي هذا السياق، يواجه القطاع التعليمي تحديات هائلة تتطلب إعادة النظر الجذرية في العديد من السياسات والممارسات الحالية. ومن بين هذه التحديثات الملحة التي ينبغي القيام بها هي تطوير وبناء القدرات داخل مجالَي التعليم المهني التقني.
تحديات وجب مواجهتها
1. التحول الرقمي المفاجئ
أجبرت الوباء المؤسسات التعليمية حول العالم على الانتقال إلى التعلم الإلكتروني بسرعة غير مسبوقة. بينما كان بعض البرامج مستعداً لهذا التحول ولم يكن الأمر جديداً عليه تماما، إلا أن معظم المدارس والمعاهد الفنية عانت بسبب نقص البنية الأساسية الضرورية وعدم الكفاءة الفنية لدى الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية. يتطلب التعامل مع هذه المشكلة تحديث المعدات وتوفير تدريب مناسب لكل المعنين لضمان فعالية استخدام المنصات الرقمية.
2. المنافسة العالمية المتزايدة
زادت الجائحة من أهمية القدرة على التكيف والاستجابة للظروف الجديدة. وقد أثبت العمال ذوو الخبرة الواسعة في المجالات التقنية قدرتهم على تحقيق الاستقرار أثناء الأوقات المضطربة. ومع ذلك، فإن الطبيعة الديناميكية للسوق العمالية تعني أنه حتى لو حصل شخص ما على شهادة مؤهل تقني اليوم، فقد تكون مهاراته قديمة بحلول الغد. إن ضمان بقاء تعلم المهارات العملية محدثًا أمر ضروري للتنافس عالمياً.
3. تغييرات السوق العمل
لقد أدى انتشار التكنولوجيا الذكية والأتمتة بكثافة خلال الأشهر الأخيرة إلى تحويل الصناعات التقليدية رأساً على عقب. وهذا يعني أن هناك حاجة ملحة لإعادة تصميم مسالك دورات التدريب التقني والتخصصات القائمة لتتماشى مع متطلبات سوق عمل المستقبل. علاوة على ذلك، يجب تشجيع روح ريادة الأعمال لدى خريجي الدورات، مما يشجعهم على توليد حلول مبتكرة بدلاً من مجرد تبني الحلول القائمة.
الفرص المتاحة
على الرغم من وجود عقبات عديدة أمام قطاع التعليم المهني التقني، إلا أنها تحمل أيضا فرص كبيرة للابتكار والإصلاح. فيما يلي بعض مجالات التركيز الرئيسية:
4. دمج التعليم التقني بالتعليم عبر الإنترنت
يمكن لاستخدام الوسائل الحديثة مثلا الواقع الافتراضي والواقع المعزز تسريع عملية التعلم وإكساب الطلبة خبرة مباشرة بدون المخاطرة بالسلامة الشخصية أو البيئة. كما يسمح التعليم عبر الانترنت بإمكانية الوصول المفتوح للمعلومات ويقلل من تكاليف التنقل.
5. بناء الشراكات المحلية والدولية
إنشاء شبكة دعم قوية تربط مدرسة واحدة بشركات مختلفة وشركاء آخرين في المجتمع، يمكنها توسيع نطاق الاتصالات وتعزيز فهم أفضل لسوق العمل الحالي ومستقبله. بالإضافة لذلك، توفر الشبكات الدولية للأكاديميين فرصة تبادل الأفكار واستراتيجيات التطوير الأكثر حداثة.
6. التركيز على الكفاءات الناعمة
بالإضافة للمهارات التقنية، تعتبر المهارات الإنسانية مثل التواصل والفهم الثقافي والقدرة على العمل ضمن فرق لها دور مهم جدا في نجاح أي فرد في بيئة مكان العمل الحديثة. يجب إدراج غرس تلك المهارات منذ بداية برنامج الدراسة.
إن استغلال الجائحة كنقطة انطلاق لتحفيز مجتمع التعليم المهني التقني على التصميم والابداع سيضمن رفاهية جيل جديد قادر على مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين بثقة واقتدار.