على هامش الإلحاد: ثريد لا يحمل في طيّاته ترويجًا لفكرة ما، أكثر من فكرة التحاور مع الآخر المختلف، لا مجال لتأويل أو تفسير أو اجتهاد آخر في فهم هذا.
تابعت عن كثب ما يدور من حوارات في مساحاتٍ ضيّقة من هذا العالم الأزرق، يمكنني أن ألخّص المُشكلة في الآتي: https://t.co/YBkQcHfsmE
1)لا يوجد من يمكن تصنيفه بأنه ملحد، فالإلحاد يتطلّب النكران التام للخالق، وما قدّمه المتحدّثون، لا يعدو أكثر من اضطراب في المعرفة أو حالة غضب. فالمتحدثون لم يتحدّثوا عن الله، بمفهوله الكلّي، بل تحدّثوا من جانب فقهي بحت: كـ لماذا نصلِّ؟ لماذا نصوم، لماذا هذا حرام....إلخ
وتلك إشكالات فقهية لا علاقة لها بالعقيدة أو بما يمكن أن اسميه البرهان الأنطولوجي والمتعلّق بالله: وجودًا أو عدما. أي أنّه يمكنك أن تترك هذا كلّه من الدين وتبقى مؤمنا، فالإيمان يقتضي الإيمان بأركان الإيمان لا أركان الاسلام، فقد تخلّص معظم حديثهم حول معضلة أبيقور المتعلّقة بعدم
امكانية الجمع بوجود الله وكامل قدرته وخيره ومعرفته، وتلك حجّة قديمة تم التخلّص منها تحت مفهوم الثيوديسا، أو وفقًا لما قدّمه المعتزلة المسلمون أو أبن القيم في كتابه شفاء العليل.
2)لم يقدّم أي من المتحدّثين رأيًا يدل على إلحادهم، فهم لم يتحدّثوا عن الغائيّة أو السببية أو عن نظرية الأكوان المتوازية أو الثقوب السوداء أو التوليف الكوني أو رهان باسكال أو مبرهنة بايز أو أي برهان أنطولوجي/أركيولوجي/ كوزمولوجي،