خلال الأسبوع الأول إلى الرابع من الحمل - الذي يعتبر عادةً الشهر الأول - تمر رحلة مثيرة وحيوية بتشكيل أولي للأجنة البشرية. تبدأ هذه الرحلة بمجرد توحد الأمشاج الأنثوية مع الأمشاج الذكرية لتكون الزيجوت، وهو الخلية الأولى التي تحمل كل خصائص الطفل المستقبلي. بعد ذلك مباشرة، تنقسم هذه الخلية بسرعة وتتشكل الغشاء الخارجي لها يسمى "البلاستوسير". بحلول نهاية الأسبوع الثاني تقريبًا، يندمج البلاستوسير ويتشكل الجسم البدائي المعروف بالبلستوكست.
مع تناغم سلسلة من الانقسامات النووية والدوران الخلوي، يتحول البلاستوكست إلى مسند ثلاث طبقات أساسية وهي: الطبقة الخارجية (الخلايا الظهارية)، والطبقة الداخلية (الإندودرم) والطبقة الوسطى (الميزودرم). تلعب كل طبقة دور مهم في تشكيل أعضاء وأنسجة مختلفة للجسم لاحقا. على سبيل المثال، ستتحول الخلايا الظهارية إلى الجلد والجهاز العصبي المركزي، بينما تعمل الإندودرم كبداية للقناة الهضمية والأعضاء الأخرى ذات الصلة.
في مرحلة ما بين الأسبوع الثالث والخامس، يحدث عملية تعرف باسم "الانصباب" حيث تتفرع مجموعات محددة من الخلايا داخل المسند الثلاثي لإنشاء هياكل متخصصة. هذا يعني أنه بدءاً من الآن يمكن ملاحظة بداية القلب والعينين والأذنين والمعنى الحقيقي للحياة الجديدة. ومع مرور الوقت، سوف يتواصل نمو الأعضاء بشكل متزايد حتى تصبح قابلة للإكتشاف بالموجات فوق الصوتية حول الاسبوع الثامن.
بشكل عام، رغم أنها قد تبدو فترة قصيرة بالنسبة للمرأة الحامل إلا إنها مليئة بالتغيرات الرائعة والتقدم الكبير نحو خلق حياة بشرية جديدة.