في حال قررت تقصد صيام يوم ما بسبب تأخر سابق، لكن مرتبطت نيّتك بتناول السحور، مما يعني أنّه سيعتمد على أمر خارج عن قدرتك الآن -وهو تناول الطعام- فقد تتساءلين حول شرعية هذا الأمر. وفقاً للشريعة الإسلامية، توقيت النية مهم جداً في الصيام الواجب، بما فيه قضاء أيام رمضان.
النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر ليس له صيام"، وهو يشير إلى أهمية تحديد النية قبل الفجر. هناك تفسيرات مختلفة لهذا الحديث بين علماء الدين. بعضهم يقول إنه لا يوجد صوم لمن لم يتمكن من تحديد النية بشكل كامل وقبل الفجر سواء بالنسبة لصيام رمضان, أو إعادة صيام شهر رمضان, أو حتى الصيام باعتباره قسمًا مسروراً.
أما وجهة نظر أبو حنيفة فقد ذهبت نحو قبول صحة الصيام بغض النظر عن وقت النية خلال اليوم نفسه. وعلى الرغم من ذلك، حيث تشعر الشخص بحالة من عدم اليقين بشأن دخوله في حالة الصيام أم لا, مثل قول: "لو كان الغد جزءًا من رمضان فأنا مصوم", فإن هذه الحالة ليست مرضية طبقاً للمذهب الديني الذي كنت تسأل عنه.
وفي حالتك الخاصة حيث تنوين الصيام بناءً على وجود القدرة على التسحر, تعتبر هذه النية مربوطة بموقف خارجي لا تحتكره أنت, وبالتالي فهي نية غير مؤكدة وغير مكتملة حسب العديد من التفسيرات القانونية. لذا، إذا استيقظت قبل آذان الفجر ونويت الصيام حينها سيكون ذلك صحيحاً ومتقبلاً دينياً. ولكن، إذا استيقظت بعد الأذان بالفعل، لن يكون بإمكانك اعتبار نفسك صائماً لقضية عدم اكتمال النية المؤكدة.
ختاماً، بينما لا تزال المسائل المرتبطة بالنوايا المعقدة تحتاج قدراً أكبر من التدقيق والتفسير, إلا أنه عموماً ينصح بأن تكون نيتك واضحة ودون أي شروط خارجية عند البدء بصوم واجب كالقيام بالقضاء. نسأل الله الهداية والصواب لنا جميعاً.