عام ١٩٩٥م ، سرى خيط رفيع من الدم، جفت أطرافه وهي تحد لونه الأسود الممتد حتى منتصف الحوش، وقفت أتبعه

عام ١٩٩٥م ، سرى خيط رفيع من الدم، جفت أطرافه وهي تحد لونه الأسود الممتد حتى منتصف الحوش، وقفت أتبعه بنظري حتى وصلت لجثة هامدة أمام باب المدخل، متكومة

عام ١٩٩٥م ، سرى خيط رفيع من الدم، جفت أطرافه وهي تحد لونه الأسود الممتد حتى منتصف الحوش، وقفت أتبعه بنظري حتى وصلت لجثة هامدة أمام باب المدخل، متكومة لم أرَ منها إلا الرائحة.. يُتبع |

كان الوقت صيفًا، شمسٌ تسلب الحي البعيد شوارعه فتخفي ناسه في حجراتهم المكيفة، وتشعل الأسئلة منذ أسبوع:

أين غاب الرجل الذي يملك كل البنايات التجارية على شارع الثلاثين "حمّاد ضامي"؟

هذا السؤال صار حكاية تصدرت أحاديث الناس واستضيفت بين مجالسهم و خيالاتهم

افترس حماد السكري قبل أن نسكن دوره العلوي الذي أجره لنا بـ ٩ آلاف، يزيده كل سنة حتى مات، لم يكن يمنعه مرضه من الذهاب لدكاكينه كل عصروجمع ماتيسر من ربح اليوم، ليدسها في حقيبة حديدية رُسم عليها طاؤوس أخضر لايكاد يراه من أثر الغبش الذي أصاب عينيه

مرة، مد لي 500 ريال كي أشتري له بريالين خبز بر، وأن أعود بالثلاثة ريالات الباقية، فركتها متعجبًا ومددت يدي لأرجعها في جيبه فعصرها عاليًا نحو نور النجفة ليتأكد من خطئه، ثم جذبني من أذني بيده الأخرى نحو كرشته وهو يضحك "أدري إنها ٥٠٠ يا الملعون، كنت أختبرك"

كذب علي كي لايكافئ أمانتي، ابتلعت الغصة وقفزت لأفتح له الباب الذي لم يغيره منذ أضاع مفتاحه، ثم أوصده قبل أن أحتج.

لم يعبر حماد نعالنا المتكومة كعارضتين لمرمانا هذه المرة، مر أسبوع لم نلغي الهجمة لأجله ونجلس على الأرض في انتظار أن ينجلي عن الشارع ولو ببطء. مر أسبوع لم يره أحد!


ليلى التازي

4 Blogg inlägg

Kommentarer