- صاحب المنشور: شكيب بن إدريس
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، أصبح استخدام شبكات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب العربي اليومي. رغم الفوائد العديدة التي توفرها هذه المنصات مثل البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة والتعرف على ثقافات جديدة وتبادل الأفكار والمعارف؛ إلا أنها أثارت أيضًا مخاوف بشأن تأثيرها السلبي المحتمل على الصحة النفسية. هذا المقال يهدف إلى استكشاف العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والنضالات النفسية المتزايدة لدى فئة الشباب العربي.
**التغيرات الاجتماعية واستخدام الإنترنت**
قبل الحديث مباشرة عن الآثار النفسية، دعونا ننظر في كيفية تغيير الوسائط الرقمية للنظم الاجتماعية التقليدية. وفقاً لدراسة أجرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي عام 2018, هناك علاقة قوية تربط بين الوقت الذي يقضيه الشباب أمام الشاشات - بما فيه مواقع التواصل الاجتماعي - وانخفاض مستويات الرضا العام عن الحياة والكثافة المتزايدة للأعراض المرتبطة بالقلق والإكتئاب. وهذا يشكل تحدياً كبيراً للمجتمعات العربية حيث تزداد معدلات انتشار الهواتف الذكية والإنترنت بسرعة كبيرة.
**القلق والمقارنة المستمرة**
من أكثر المشاكل شيوعاً هي "مقارنة الذات"، وهي حالة نفسية تتضمن مقارنة المرء لنفسه ولنمطه الحياتي بنماذج أخرى غالبًا ما تكون مثالية ومتوفرة عبر الإنترنت. قد يؤدي ذلك إلى شعور بعدم الكفاءة والقيمة الشخصية والشعور الدائم بالنقصان مما يعزز مشاعر القلق والخجل واضطراب الصورة الجسدية وغيرها من اضطرابات الطلب القبول المجتمعي. تشير العديد من الدراسات الحديثة إلى ارتفاع حاد في نسبة المصابين باضطرابات الطعام والأرق بسبب التأثيرات الضارة لهذه المقارنات غير الصحية.
**الإدمان والوحدة الظاهرية**
يمكن اعتبار إدمان مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة مرض نفسي حديث له آثار مدمرة. يمكن لهذا الإدمان أن يؤدي إلى عزلة اجتماعية فعلية حتى وإن كان يبدو الشخص نشيطا اجتماعيا عبر الانترنت. كما يتميز أيضاً بتغيير نمط النوم الطبيعي والتسبب بالإرهاق العقلي والجسدي بالإضافة إلى تقليل التركيز أثناء القيام بالمهام الأخرى خارج العالم الافتراضي.
##### الحلول والحماية الذاتية
على الرغم من التهديدات المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي، فإن هناك حلولاً واقتراحات للحفاظ على جودة حياتكم النفسية:
وضع حدود زمنية للاستخدام اليومي لمنصات التواصل الاجتماعي لتجنب الإفراط والاستغلال الزائد للوقت. تعزيز العلاقات الواقعية بدلاً من الاعتماد فقط على العلاقات الإلكترونية. تحديد الأهداف الشخصية بعيدا عن المؤثرات الخارجية والتركيز عليها. طلب المساعدة المهنية عند الشعور بأعراض الاكتئاب أو القلق بشكل واضح ومستمر.
في النهاية، يبقى الأمر متروكا لأفراد المجتمع العربي لاتخاذ قراراته الخاصة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع ثورة تكنولوجيا المعلومات الجديدة وكيف يستطيعوا الاستفادة منها بطريقة صحية وآمنة.