لو أخبرتك أنّك تعيش في «عالم ماكدونالدز» ربما تظن أنه عالم يعجّ بشطائر البرقر، ومكان يتسم بالسرعة وا

لو أخبرتك أنّك تعيش في «عالم ماكدونالدز» ربما تظن أنه عالم يعجّ بشطائر البرقر، ومكان يتسم بالسرعة والمسافة الكبيرة بين العميل والعامل. لكن نموذج الماك

لو أخبرتك أنّك تعيش في «عالم ماكدونالدز» ربما تظن أنه عالم يعجّ بشطائر البرقر، ومكان يتسم بالسرعة والمسافة الكبيرة بين العميل والعامل. لكن نموذج الماكدونالدية أشمل من ذلك.

كيف بدأ؟ وما أبرز مظاهره وقيَمه؟ ومن المستفيد من الترويج له كأسلوب حياة؟ https://t.co/4NLzN3dQpM

يمثّل نموذج ماكدونالدز ظاهرة الأكل كرمز ثقافي، وقد كتب عنه عالم الاجتماع جورج ريتز في كتابه «The McDonaldization of Society» أو ماكدونالدية المجتمع، وناقشه ونقد قيمه ووصفه «أن يكون للثقافة صفات تشبه المطاعم السريعة».

يحكي فلم المؤسس «The Founder» قصّة شراء مندوب المبيعات راي كروك لشركة ماكدونالدز من الأخوين حين رفضوا التوسع وحاولوا التركيز على جودة منتجهم، على عكس راي كروك الذي أسقط قيمة الجودة وصنع نموذج ماكدونالدز العابر للقارات كما هو موجود في عالمنا اليوم.

تتجسّد قيم الماكدونالدية في الفلم، حين بُهر راي كروك بالسرعة التي وجد فيها كيس الطعام بيده، فالعلامة تهتم أن تنقل لك وجبتك بأسرع وقت، ولا تعطيك مجالاً للتوقع. ملايين الزبائن يتوقعون الخدمة نفسها والزي الموحّد وقلة التواصل مع الموظف، بآلية ومادية بحتة.

كل شيء قابل لتطبيق نموذج ماكدونالدز!

ففي نطاق الشركات مثلاً يتوقع من العامل بشكل متكرر أن يقوم بمهام محددة في وقت محدد بكفاءة عالية تحت رقابة تستخدم التقنية وتعتمد على النماذج وتستبعد كل اعتبارات إنسانية أو شخصية لإتمام العمل في أسرع وقت.


الفاسي بن داوود

13 مدونة المشاركات

التعليقات