تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للشباب: دراسة حديثة

في السنوات الأخيرة، شهد العالم ازديادا كبيرا في استخدام تقنيات الاتصال الحديثة مثل الإنترنت والهواتف الذكية، مما أدى إلى انتشار واسع لوسائل التواصل ال

  • صاحب المنشور: بهيج الجنابي

    ملخص النقاش:
    في السنوات الأخيرة، شهد العالم ازديادا كبيرا في استخدام تقنيات الاتصال الحديثة مثل الإنترنت والهواتف الذكية، مما أدى إلى انتشار واسع لوسائل التواصل الاجتماعي. هذه المنصات التي كانت في الأصل طريقة للتواصل والترابط بين الأفراد حول العالم قد أصبحت جزءًا رئيسياً من حياتنا اليومية. لكن هل لهذه التكنولوجيا تأثير سلبي على صحتنا النفسية؟ خصوصاً بالنسبة لفئة الشباب.

دراسة جديدة نشرت مؤخراً في مجلة علم النفس الأمريكي تسلط الضوء على هذا الموضوع الحساس. وجدت الدراسة أن الاستخدام الطويل الأمد لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يساهم في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق لدى الشبان والشابات. كما ذكرت الدراسة أيضاً أن هناك علاقة مباشرة بين الوقت الذي يقضيه المستخدمون عبر الإنترنت وبين مستويات رضاهم عن الحياة وانزعاجهم النفسي العام.

الأسباب المحتملة لهذا الارتباط ليست واضحة تماما بعد، ولكن الباحثون ي提 cập العديد من الاحتمالات. أحدها هو "التأثير المقارن" حيث يتعرض المستخدمون باستمرار للمعلومات حول حياة الآخرين المثالية أو الناجحة والتي غالبا ما يتم تقديمها بطريقة مشوهة وغير واقعية. يمكن لذلك أن يؤدي إلى شعور بالفشل وعدم الكفاءة الذاتية عند مقارنة الذات بالأصدقاء والعائلة والأشخاص الغرباء الذين يشاهدون صورهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم.

جانب آخر مهم للنظر فيه هو دور التنبيه المستمر والمستمر، وهو نظام يقوم بمراقبة وتقديم تحديثات مستمرة، سواء كانت رسائل جديدة، إشعارات بالإعجابات أو التعليقات على المنشورات الشخصية. هذا النهج المتكرر للاستفزاز والإثارة الدائمة قد يؤدي أيضا إلى الشعور بالإرهاق والتوتر العقلي. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم القدرة على الانقطاع بشكل كامل عن الشبكة الاجتماعية بسبب سهولة الوصول إليها وعلى مدار الساعة يمكن أن يزيد من مستوى القلق المرتبط بإمكانية تفويت شيء ما أو المعلومات الهامة.

على الرغم من هذه المخاطر، فمن المهم التأكيد على أنه رغم وجود ارتباط قوي بين الاستخدام الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي والصحة النفسية السلبية، إلا أنه ليس كل الشباب معرضين لنفس الدرجة من التأثر السلبي. بعض الأفراد قادرين على إدارة وقتهم وقدرتهم على تحمل الضغط بطرق أكثر فعالية وأكثر صحية. ومن ثم، فإن المفتاح الأساسي هنا يكمن في التعليم والدعم للأطفال والشباب فيما يتعلق بفهم وإدارة استهلاك الإنترنت والحفاظ على توازن صحي بين العالم الرقمي والعالم الواقعي.

هذه خلاصة للدراسات الأكاديمية حول موضوع تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للشباب، وهي تحتاج دائما لمراجعة وتحليل متكرر مع ظهور نتائج بحث جديدة ومتغيرات ظروف المجتمع المعاصر.


وهبي بن العابد

10 Blogg inlägg

Kommentarer