يشاع بين بعض الناس ادعاء استخدام دم القنفذ وفركه على الأنف بهدف التأثير على نوع جنس مولود الأم المستقبلية ليصبح ذكرًا. ومع ذلك، يشكل هذا الاعتقاد والمعاملة مخاطر كبيرة تتعلق بالإسلام والأخلاق.
وفقًا للشريعة الإسلامية، مثل هذه الممارسات تعتبر شركًا بالله - وهي جريمة خطيرة - حيث يتم اعتبارها تعليق للأحداث الطبيعية بما يمكن تسميته "الشعوذة". فعلى سبيل المثال، لا يوجد أي رابط منطقي بين دم القنفذ والقدرة على تحديد جنس الطفل عند الولادة. ومن هنا تأتي أهمية فهم أن جميع الأشياء تخضع لقضاء وقدر الله عز وجل، وأن الاعتماد عليها فقط هو الطريق الصحيح.
كما أكدت السنة النبوية الشريفة على حرمة الرقى والتمائم والشعوذة التي كانت تمارس سابقًا. وقد ورد الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه والذي يقول فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم "إن الرقية، والتَّمائم، والتِّوْلة شرك". ويبدو واضحًا هنا تحذير النبي الكريم من مغبة الانخراط فيما يمكن تصنيفه كشركيات وتعالقات غير مبنية على أساس علمي صحيح أو دليل شرعي.
بالإضافة إلى الجانب الروحي لهذه المسألة، يجب أيضًا النظر إليها من منظور الصحة العامة والنظافة الشخصية. فنحن نعلم أن دم الحيوانات عمومًا يحتوي غالبًا على مواد سامة ومحتويات مُعدية، مما يجعلها مصدر خطر طبي محتمل لكل من تستخدمها ولمن حولها. وهذه ليست نهاية القصة! إذ تشدد العديد من المدارس الفقهية الكبرى على بطلان وتحريم تناول لحوم حيوان مثل القنافذ بسبب خواصه المخربة والتي قد تكون مضرة بصحة الإنسان وحياته.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أنه حتى ولو افترضنا صلاحية واستخدام الدم نفسه لفائدة أخلاقية أو طبية حقيقية (وهو أمر بعيد الاحتمال للغاية)، إلا أنه تبقى هناك مشكلة أخرى تتمثل باستخدامه بشكل نمطي كمصدر رئيسي للتأثير الخارجي المحتمل لجنس جنين امرأة قادمة للحياة. وليس لدينا أدلة دامغة تؤكد وجود مثل هذه العلاقة الوثيقة بين الدم والجنس المتوقع لمولود جديد داخل الرحم.
وفي النهاية، دعونا نتخذ موقفاً مسؤولاً تجاه أنفسنا وأسرنا ومجتمعاتنا من خلال تجنب كل ما يخالف التعليمات والإرشادات الدينية والعقلانية والعلمية المعروفة جيداً والموجودة منذ القدم. ندعو الجميع للاقتداء بالسنة المطهرة والسنة النبوية الشريفة والدخول تحت عباءتهم بالحكمة والصواب والتقوى والخوف المؤدي لسلوك أفضل طريق نحو رضا الخالق جل اسمه.