الدين والعلوم: العلاقة بين الإيمان والمعرفة الحديثة

تعتبر العلاقة بين الدين والعلوم موضوعًا معقدًا ومثيرًا للجدل منذ القدم. ففي حين يرى بعض الناس أن العلم والدين متعارضان بشكل أساسي، يدافع آخرون عن وجود

  • صاحب المنشور: كشاف الأخبار

    ملخص النقاش:
    تعتبر العلاقة بين الدين والعلوم موضوعًا معقدًا ومثيرًا للجدل منذ القدم. ففي حين يرى بعض الناس أن العلم والدين متعارضان بشكل أساسي، يدافع آخرون عن وجود تداخل وثيق بينهما يكشف عن توافق بديهي. هذا المقال يستكشف هذه العلاقة عبر التاريخ ويحللها باستخدام منظور حاسم بهدف فهم أفضل لكيفية التفاعل والتأثر المتبادلين لهذه المجالات المهمة والمؤثرة.

منذ بداية الحضارات القديمة مثل اليونان وإغريقها وروما وتطور الفكر العربي الإسلامي خلال العصر الذهبي للإسلام - حيث برز علمانيو كبار أمثال الخوارزمي الذي ساهم بتطوير الرياضيات وكوكب شناكر الذي كان له دور كبير في الكيمياء وغيرهم الكثير ممن أثروا مجالات المعرفة الإنسانية كافة - ظهرت رؤية ثاقبة حول كيفية التعايش بين العلم والدين دون تضارب أو تنافر؛ بل تكامل واستدراج لإشعاع المزيد من الفرص أمام المجتمع البشري للتقدم نحو مستويات أعلى مقارنة بما حققه قدامى الآباء والأجداد الذين سبقتنا بهم الزمن.

خلال القرن العشرين شهد العالم تغيرات هائلة أدت لتوسعات مذهلة بمختلف القطاعات المعرفية والعلمية والتي شملت الجوانب الطبية والفيزيائية والكيميائية وغيرها مما منح البشر قدرة غير مسبوقة على تحقيق اختراقات نوعية لم يكن يتصور حدوثها قبل تلك الفترة القصوى من تاريخ الإنسانية الحديث. إلا أنه وفي المقابل فقد لاحظ العديد من المفكرين والفلاسفة وصناع القرار الديني زوال الشعور الروحي لدى أجيال جديدة ربما نشأت نتيجة لذلك الانفتاح الكبير أمام ظاهرة "العولمة" التي غمرت قارة أوروبا وأمريكا الشمالية ثم انتقلت لأسواق الشرق الأوسط وآسيا بسرعة البرق مما خلق حالة انشطار وانفصال روحية ملحوظة داخل نفوس الأفراد خاصة الشباب منهم الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بخيارات حياتية ترفض إيمان آبائهم بالله عز وجل وشرائع دينه المطهرة رغم نجاعة نظام الحياة المادية الغربي المبني أساسا على مفاهيم مادية صرف تجرد تماماً عمّا يسمونه بالميتافيزيقا أي الجانب اللامادي للحياة والذي يشكل جزء أصيل بنظرتهم لهمويتهم الأصلابولوغية.

وفي ضوء ذلك فإن ضرورة إعادة النظر فيما قدمته كلتا المنطلقتين العقائدينية والعقلانية بشأن حقوق الإنسان والحريات الشخصية تشغل خواطر علماء دين كثيرين مؤخراً إذ يسعون جاهدين للتوفيق بين طبيعتي الأشياء الثابتتان، وهذه مهمة ليست سهولة لكنها تستحق المحاولة لما لها من عواقب وخيمة إن ترك الأمر دون تدخل مباشر لحسم أمر الاختلاف المستفحل منذ القِدم ولم يتمكن أحد حتى الآن الوصول لقرار حاسم بشأنه وسط اتجاهات متعددة ومتناقضة تراعي مصالح طرف واحد فقط دون الآخر وهو ما يعد ظلما واضحا ينافي رسالة سلام وعدالة دعانا إليها خالق الأرض والسماء رحمه واسعه لعباده جميعا بلا استثناء بغض النظرعن اختلاف معتقداتها الدينية المختلفة طالما أنها تؤمن بوحدانيه وقدرته وصفاته الجليلة الظاهرة للجميع حال التأمل مليا بكلام كتاب الله العزيز وفلسفته الربانية العميقة المسندة بدلائل دامغة وبراهين قطعية لا تحتاج لبحث جديد عنها بعد تأيدها بالأرقام والحسابات التجريبية العملية أكثر من مرة بحمد لمن جعل السماوات والأرض وبينهمآذاء اليوم نضع نصب أعيننا هدف سامٍ يتمثل بإظهار مدى قرب العقيدة الإسلامية من الحقائق الواقعية كما توصل إليها العلوم الطبيعية الحديثة وذلك رغبة لدينا بفهم أكبر لمسؤوليات أفئدتنا تجاه رسالتها الحقيقية وعلاقتها الوثي


فريدة بن عمر

6 Blog posts

Comments