- صاحب المنشور: رندة بن جلون
ملخص النقاش:في عالم يتغير بسرعة حيث تتطور التكنولوجيا وتتقدم باستمرار، أصبح التعليم الذاتي والتعلم مدى الحياة ضروريتين لضمان بقاء الأفراد على اطلاع ومواكبة الأحداث. يعد هذا النهج الفعال للتعلم أمرًا بالغ الأهمية ليس فقط لتطوير المهارات الشخصية ولكن أيضًا للاستعداد للمستقبل الذي يُهيمن عليه التحول الرقمي المستمر.
في الماضي، كان الحصول على تعليم رسمي محدود إلى سنوات محددة خلال مرحلة الطفولة والمراهقة والشباب. ومع ذلك، فإن طبيعة العالم الحديثة تفرض علينا إعادة النظر في هذه الفكرة التقليدية. يوفر التعلم طوال العمر فرصة فريدة لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن عمرهم أو خلفيتهم الأكاديمية لتحقيق فهم عميق لمختلف الموضوعات واكتساب مهارات جديدة تساهم في نموهم الشخصي والمهني.
أحد أهم جوانب التعليم الذاتي يكمن في قدرته على تحسين المرونة المعرفية. إن الانخراط بنشاط في تعلم موضوع جديد يعزز الشبكات العصبية لدينا مما يؤدي إلى زيادة القدرة على حل المشكلات والإبداع وتحمل المخاطر بطريقة صحية وبناءة.
الاستثمار في الذات
يمكن اعتبار الاستثمار في الذات كجزء حيوي من عملية التعلم مدى الحياة. عندما نخصص الوقت والجهد لتعلم شيء جديد، فإننا نشجع ثقافة الفضول والعزم التي يمكن أن تمتد خارج حدود مجال خبرتنا الحالي.
بالإضافة لذلك، يساهم الالتزام تجاه التعلم المستمر في بناء الثقة بالنفس ويعزز الشعور بالإنجاز عند تحقيق تقدم ملحوظ أو إكمال مشروع بدأناه بأنفسنا. إنه يشجع أيضاً على تطوير نظام دعم اجتماعي قيم حيث يمكن التواصل مع الآخرين الذين يشاركون نفس الحماس والاهتمام بالموضوع نفسه.
تأثير التكنولوجيا على التعليم الذاتي
لقد غير ظهور الإنترنت وأدوات الاتصال الرقمية الأخرى كيفية تلقي الناس المعلومات واستيعابها وحتى مشاركتها مع بعضهم البعض. لقد فتح عصر المعلومات أبواباً جديدة أمام الوصول المجاني نسبياً للمعلومات والمعارف عالية الجودة عبر شبكة واسعة ومتنوعة ومتاحة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.
مع توافر العديد من المناهج الدراسية عبر الإنترنت والكورسات التدريبية المدفوعة وغير المدفوعة مثل كورسيرا، إدكس، Udemy وغيرها الكثير؛ فقد بات بإمكان أي شخص تقريبًا البدء بتعلم مهارات جديدة ذات صلة بمجالات اهتمامه سواء كانت متعلقة بالتكنولوجيا، الأعمال التجارية، الفنون، اللغات وما إلى ذلك.
إن دمج التعلم المستمر ضمن روتين حياتنا اليومي غاية تستحق المثابرة عليها بلا شك. فهو يساعدنا ليس فقط للحفاظ علي ريادة سوق العمل بل أيضا لإثراء تجارب حياتنا وتعزيز قدراتنا الشخصية والاجتماعية والثقافية مما ينتج عنه حياة أكثر ثراء وإشباعا.