• صاحب المنشور: أحلام بن عيشة
  
  ملخص النقاش:
  

  يُعتبر الذكاء الاصطناعي أحد أكثر التقنيات ثورية في القرن الحادي والعشرين؛ حيث أنه يعيد تشكيل الصناعات والمجتمعات بطرق لم يكن يُمكن تصورها سابقا. ولكن بينما نحتفل بإنجازات AI المتزايدة باستمرار، فإنه من الضروري أيضا تحليل التأثير السلبي المحتمل لهذه التقنية على كوكب الأرض. إن فهم العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والاستدامة البيئية يعد حاسما لضمان مستقبل مستقر ومستدام لبشرية.

**تكلفة المعالج والحوسبة**

إنتاج وتشغيل الأجهزة المحسنة للذكاء الاصطناعي ( مثل معالجات TPU الخاصة بجوجل أو V100 GPUs الخاصة بشركة انفييديا ) يتطلب كميات هائلة من الطاقة. هذه العملية تنتج طاقة حرارية كبيرة تولد ضغطا على شبكات الكهرباء مما يؤثر سلبًا على الانبعاثات الكاربونية العالمية. هذه الكميات الضخمة من استهلاك الكهرباء تؤدي إلى ارتفاع تكلفة العمليات وأيضا تأثير بيئي سلبي كبير.

**الأبعاد الأخلاقية والأمنية**

تتعلق الاستدامة أيضًا بالأبعاد الأخلاقية والأمنية للتكنولوجيا. يطرح تطوير نماذج اللغة القوية التي يمكن تدريبها باستخدام بيانات غير محدودة الكثير من الأسئلة حول الخصوصية الفردية واستخدام البيانات بشكل أخلاقي. كما أن هناك مخاطر محتملة تتعلق بأمن الشبكة إذا تم اختراق النظام بسبب نقاط ضعف داخل البرمجيات نفسها.

**مبادرات للاستدامة البيئية للأدوات الذكائية**

رغم ذلك، فإن العديد من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي قد اتخذت خطوات نحو تقليل بصمتها الكربونية وإعادة توجيه اهتمامها تجاه تكنولوجيات أقل تأثيرا على البيئة. توفر جوجل مثالاً رائعاً بهذا الخصوص عبر استخدام تصميمات خوارزمية مصمَّمة خصيصاً لتكون فعالة في استخدام الطاقة بالإضافة لاستثماراتها المكثفة في الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء المستخدمة لتشغيل مراكز البيانات الخاصة بها.

**التعاون والبحث المستقبلي**

بينما نحن نواجه تحديات جديدة مرتبطة بتكامل الذكاء الاصطناعي مع العالم الواقعي، أصبح البحث العلمي والتعاون الدولي ضروريان لحل مشاكل الاستدامة المرتبطة بهذه التقنية المتقدِّمة. يشكل هذا المجال الجديد فرصة فريدة للمختصين المهتمين بمجالات الهندسة الحيوية، علوم المواد، وعلم النفس المعرفي وغيرهم للعمل سوياً للتوصل للحلول الأكثر فعالية لتحقيق توازن متناغم بين تقدم الذكاء الاصطناعي وعوامل الاستدامة.