٥٠ نصيحة قدمها ابن القيم الجوزية رحمه الله قبل أكثر من ٧٠٠ سنة في باب ذم الهوى، ومافي مخالفته من نيل المنى.
إن كان يرى رحمه الله أهمية هذي النصائح قبل ٧٠٠ سنة فماذا عن زماننا هذا؟
وجدتها تلامس قلبي وتنعكس في حياتي اليومية وفي كل زاوية منها وأحببت أن أشاركها معكم.
مقدمة:
الهوى ميل الطبع الى ما يلائمه، وهذا لميل خُلقَ في الانسان لضرورة بقائه فأنه لولا ميله إلى المطعم والمشرب والمنكح ما أكل ولا شرب ولا نكح، فالهوى مستحث (أي: محرض) لما يريده. فلا ينبغي ذم الهوى مطلقا ولا مدحه مطلقا وإنما يذم المفرط منه وهو ما زاد عن جلب المنافع ودفع المضار.
قال الشعبي: وسمي هوى لأنه يهوي بصاحبه ومطلقه يدعو الى الذة الحاضرة من غير فكر في العاقبة ويحث على نيل الشهوات عاجلا وان كانت سببا لأعظم الآلام عاجلا وآجلا. فللدنيا عاقبة قبل عاقبة الآخرة والهوى يعمي صاحبه من ملاحظتها.
المروءة والدين والعقل ينهى عن لذة تعقب ألما وشهوة تورث ندما ، فكل منها يقول للنفس إن أرادت ذلك: لا تفعلي، والطاعة لمن غلب.
وأُمرَ الإنسان بأن يحكم حاكمان:
حاكم العقل وحاكم الدين وأمر أن يرفع حوادث الهوى إلى هذين الحاكمين وأن ينقاد لحكمهما.
وينبغي أن يتمرن بذلك على دفع الهوى الهوى المأمون العواقب ليتمكن بذلك على ترك ما تؤذي عواقبه. وليعلم الليل أن مدمني يصيرون إلى حالة لا يتلقون بها. وهم مع ذلك لا يستطيعون تركها، لأنها قد صارت عندهم بمنزلة العيش الذي لا بد منه.