- صاحب المنشور: حسناء الشاوي
ملخص النقاش:
تشهد مؤسسات التعليم العالي حول العالم تحولات كبيرة نتيجة للتطورات التقنية والتغيرات الاجتماعية التي شهدتها المجتمعات المعاصرة. هذه التحولات تتطلب مراجعة شاملة لأساليب التدريس وأساليب التعلم لتلبية متطلبات سوق العمل الحالية والمستقبلية. وفيما يلي بعض أهم تحديات تحديث التعليم العالي في ظل الثورة الرقمية:
1. دمج التكنولوجيا الفعّالة في العملية التعليمية:
يجب على الجامعات ومؤسسات التعليم العالي إدراك أهمية استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة كوسيلة تعليم فعّالة. يمكن لهذه الأدوات توفير بيئة تعليمية غنية ومتفاعلة تشجع الطلاب على المشاركة والاستقلالية المعرفية. ولكن يتعين أيضاً وضع سياسات واضحة لاستخدام هذه الأجهزة والحفاظ عليها بأمان وبشكل يضمن عدم التأثير السلبي على الجوانب الإنسانية للتعليم مثل التواصل الشخصي بين الأساتذة والطلاب.
مثال على ذلك هو اعتماد برنامج إدارة تعليم رقمي قائم على نموذج التعلم المدمج الذي يسمح بتقديم مواد دراسية عبر الإنترنت بينما يتم التركيز على تقديم الدعم العملي وجهاً لوجه داخل حرم الجامعة.
2. تطوير المناهج الدراسية لتتواءم مع احتياجات السوق:
يواجه طلاب اليوم تحدياً واضحا وهو إيجاد فرص عمل بعد الانتهاء من تحصيلهم العلمي. ولذلك، فإن تحديث المناهج الدراسية ليصبح أكثر ارتباطاً بسوق العمل الحالي والمستقبلي أصبح ضرورياً. ويستلزم الأمر تبني منظور شمولي يشمل العمل المشترك بين المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات القطاع الخاص لفهم أفضل لما تتطلبه ميادين العمل المختلفة من مهارات وقدرات لدى خريجي الجامعات.
مثال توضيحي:
يمكن لأقسام الهندسة المدنية مثلاً الانفتاح على الشراكات مع شركات البناء والمطورين العقاريين المحليين لإدراج مشاريع هندسية حقيقية ضمن مقرراتها العلمية مما يؤهل الخريجين لسوق العمل بكفاءة عالية منذ بداية مسيرتهم المهنية.
3. دعم الابتكار والبحث العلمي:
تحفز عملية البحث العلمي الإبداع وتوفر فهمًا عميقًا للموضوعات الأكثر أهمية بالنسبة للمجتمع بمختلف جوانب حياته الاقتصادية والثقافية والصحية وغيرها الكثير. لذا يتوجب على جامعاتنا العربية تخصيص المزيد من الأموال والدعم للباحثين وطرق تمويل عقود بحث علمية طويلة المدى لتحفيز إنتاج معرفي جديد يساهم في نهضة مجتمعنا وتعزيز مكانتنا عالميًا.
مثال حيوي: تعتبر جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية SAUDICON مثال رائد فيما يتعلق بإلتزامها القوي بالبحث العلمي حيث أنها استثمرت مليارات الريالات في إنشاء بنيتها التحتية وصفقات البحوث المثمرة والتي نتجت عنها العديد من الاكتشافات المثرية والمعرفة الجديدة حول الطاقة المستدامة واستدامة البيئية الطبيعية وطب الوراثة وغيرها much more of the like.....
وفي الختام، يعد تحديث التعليم العالي خطوة ضرورية نحو تأهيل جيل قادر على مواجهة مخاطر واحتمالات القرن الواحد والعشرين المرتبطة بالتطور الهائل للتكنولوجيا وانعكاساتها العالمية. إنها فرصة سانحة لنكون جزء فاعل وإيج