نيّة الوتر أثناء صلاة التراويح الجماعية: حكم تعديل النية وضوابطه شرعاً

في حال كنت تؤدي صلاتك ضمن جماعة خلال شهر رمضان، وقد ابتدأت بصلاة التراويح حتى جاء وقت صلاة الوتر. هنا، عندما شرع الإمام في صلاة الوتر بركعة واحدة ونوي

في حال كنت تؤدي صلاتك ضمن جماعة خلال شهر رمضان، وقد ابتدأت بصلاة التراويح حتى جاء وقت صلاة الوتر. هنا، عندما شرع الإمام في صلاة الوتر بركعة واحدة ونويت أنت أداء شفع ركعتين، وبعد ذلك اكتشفت نوايا الإمام لصلاة الوتر بطريقة مختلفة عن توقعاتك، ليس عليك القلق بشأن صحة صلاتك بشكل عام. إليك بعض التفاصيل الهامة التي يجب معرفتها لتوضيح الأمر:

وفقًا للمذاهب الفقهية المختلفة، هناك طريقتان لاداء صلاة الوتر: التسلسل المستمر حيث يتم ادائها ثلاث مرات مع تشهد واحد, أو الانقطاع بين كل ركعة وبين الأخرى مع التشهد الخاص بكل منها. فيما يتعلق بنويتك الأصلية لشفع ركعتين قبل تغييرها نحو النية المتوافقة مع تصرفات الإمام لأداء الوتر، فهذه الحالة مشروعة ومقبولة. وذلك استنادًا لما ذهب إليه العديد من العلماء مثل ابن عثيمين وغيره ممن أكدوا عدم حاجتك لإعادة الصلاة كون نيتك الأصيلة "صلاة وتر"، حتى لو تم تنفيذها فعليا بشكل مختلف بسبب طريقة عمل الإمام.

أما بالنسبة لحالة عدم توفر لديك نية واضحة حول وصلي الأربعة الأولى باعتبار أنها جزء من الوتر منذ البداية، فقد اقترحت المصادر الفقهية عدة حلول لكيفية التعامل مع مثل تلك المواقف. الحل الأول يقضي بمجرد تحديث نيتك تجاه الوتر عند شروع الإمام فيه دون مقاطعة طبيعة الصلاة نفسها. بينما يشمل الخيار الثاني احتمالية استنفاد فترة الصلاة بإلقاء التحية ("السلام") ثم البدء مرة أخرى تحت مظلة النذر الجديد وهو إيصال نواياک الجديدة للإمام الذي سيبدأ بعد ذلك بالفعل عملية الوتر حسب تعليماته الخاصة بها.

ومن الجدير بالإشارة أيضًا أنه رغم انتقاد بعض الفقهاء للاختلاف الذي ربما يحدث نتيجة اختلاف رؤيتكم الشخصية للأمر مقارنة بما يقوم به رئيس الصفوف (الإمام)، إلا أنه عموما لن يؤثر هذا الاختلاف السلبي على صلاحیتہ العامة للصلاة ولن يستوجب عليها إعادة الاداء مجددًا.

وفي النهاية، يعتبر الامتثال لرغبات والإرشادات المقدمة من قبل شخص مؤهل هو أفضل مسار ممكن متاح أمام المرء ليضمن انسجام تصرفاته وسلوكياته مع موازين القانون الإسلامي الروحي والنظام التصوري العام لسلوكية المسلم المثالي داخل المجتمع المحلي الكبير المحيط بحياة الجميع يوميًا.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات