الصيام والإيمان واحتساب الثواب: فهم حديث من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا

يجيب الإسلام عن سؤال مهم حول تأثير عدم صيام يوم واحد في شهر رمضان على تحقيق أجر الحديث النبوي الشريف: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم م

يجيب الإسلام عن سؤال مهم حول تأثير عدم صيام يوم واحد في شهر رمضان على تحقيق أجر الحديث النبوي الشريف: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". وفقًا للشريعة الإسلامية، يجب استيفاء شرطين أساسيين لتحقيق هذا الأجر الكبير:

الأول: أن يكون الصيام كاملًا خلال الشهر الهجري برمضان. إذ يشترط أن يتم الامتناع عن الطعام والشراب وكل المفطرات الأخرى ابتداءً من الفجر إلى مغيب الشمس لمدة ثلاثين يومًا متواصلة تقريبًا. لذا، الأفراد الذين يفطرون لأسباب شخصية مدنية حتى ليومٍ واحد فقط قد يفوتون الفرصة لتطبيق عملي لهذا الحديث تمامًا حسب التعريف الدلالي التقليدي لكلمة "رمضان". ومع ذلك، فإن الأمر ليس نهائيًا بالنسبة للمرضى وغيرهم ممن يعانون ظروف قهرية تؤثر على قدرتهم على المواظبة على الصيام طوال الوقت حيث يمكن تعويض هذه الأيام لاحقا عبر القضاء. وبالتالي، رغم فقدان الجانب العملي للسنة الواردة هنا بشأن المغفرة الشاملة للأخطاء الماضية بسبب الانقطاع المؤقت أثناء المرض وما شابه، تبقى الآفاق مفتوحة أمام المقاصد الأخرى ذات المساعي الروحية المرتبطة بشهر البركات والخير، والتي تعتبر مستمرة ومتاحة لهم أيضًا.

الإسلام دين الرحمة والتسامح وهو يقترح بدائل متنوعة للاعتبارات الإنسانية المحتملة التي قد تواجه المسلمين عند المحاولة لاتباع تعاليمه حرفيًا. فهو دائمًا بحاجة للإنسانية والحكمة والموازنة الواقعية مع الوحي المقدس. لذلك، يُشدد هنا أنه وعلى الرغم مما سبق ذكر سابقا فيما يتعلق بتفسير "الصوم الشامل لمن يؤكد تصنيف شخصيته كمؤمن حق وممارس صحيح لدينه"، إلّا إنه يوجد جانب آخر مشجع للغاية ضمن محيط الدين نفسه ويتمثل بإرشادات تتضمن توجيه المتضرر نحو جوانب أخرى مباركة داخل نفس الموسم المبارك عوض التركيز الزائدعلى المضايقات الذاتية الصغيرة. تذكر بأن مواقف التفكير السلبي تجاه الذات ليست جزءا اساسياً من فلسفة الاسلام بل بالعكس تشجيع الإنسان لاستعادة حيويتة واستعداداه للاستمرار وتحمل مسؤولياته بشكل أفضل بكفاءة أكبر واتخاذ قرارات راشدة بعيدآعن الضغط الخارجي والتحليل السالب لرغبات الطموحات الشخصية .

بالانتقال للحديث الثاني المتعلق بنفس السياق ولكن بطريقة مختلفة نوعًا ما:"(ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابه) يغفر له ما تقدّم من ذنوبه." ويبرز حرص القرآن الكريم وسنة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- على تقديم فرص جديدة لكل فرد لإصلاح حاله وتجديد روحانياته خاصة اثناء المناسبات الثقيلة والمعبرة مثل اشهر رمضان وعاشروه وغفرانه لهاوعد مغفرة الله الواسع المستقبل والأمام وليس الماضي فقط. بالإضافة لهذه الأدلة الربانية، تمت كتابة العديد المؤلفات الهامة لفائدة الناس ومن أمثلة عليها كتاب 'خصال مكفرة الذنب' لحافظ ابن حجر والعصارين وشرح ربذهنجه الريسوني وغيرها الكثير،حيث توضح تلك الأعمال مدى اهتمام الفقهاء بالحفاظ علي سلامتك النفس والجسد والدين والفرد وكذلك المجتمع ككل.

ختاماً، دعونا ندركه نحن البشر جيدًا بأن الطريق إلي رضا الربليس مجرد طريق مضروب ولايمكن وصفه بأنه مسطح خالي العوائق! يحتاج المرء الي التحمل والصبر والصمود امام المصاعب قبل الوصول لقلب هدفه المنشود.. فكمثل المؤمنون خلف النبي يوسف عندما واجهوه بالتحديق بهم وكشف مؤامراتهم قائلاً:"واتخذني ضد اخواني وعدوا": (طه/٩)، لن يتردد ابدا فى تسديد خسائر جائحة الاثنين الا اذا اطاع أمرالله وحقق فعل المحسن الذييسابق الي رضوانه عزوجل...


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات