• صاحب المنشور: رشيد السالمي
  
  ملخص النقاش:
  

  تُعد الثورة الرقمية أحد أهم التحولات التي شهدها العالم الحديث والتي تركتها بصمة واضحة وملحوظة على مختلف جوانب الحياة اليومية للمجتمعات البشرية. ولاشك أن لهذه الثورة تأثيرات عميقة ومتعددة الجوانب على الهوية والثقافة العربية. فقد أدى ظهور الإنترنت وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي إلى تغيير كبير في طريقة تواصل العرب وتفاعلهم والتعبيرعن أفكارهم وآرائهم. فمن جهة، أصبح بإمكان الأفراد الوصول إلى كم هائل من المعلومات والمعارف بكل سهولة وفي وقت قياسي مما يعزز عملية تبادل الخبرات والمعرفة بين أبناء الوطن الواحد وبين المتحدثين باللغة العربية حول العالم. كما يوفر الفضاء الإلكتروني مساحة رحبة للأفكار المختلفة للتلاقي والنقاش الحضاري البنّاء.

تأثير الإنترنت الإيجابي

وعلى الجانب الآخر، يمكن رؤية آثار ايجابية أخرى مثل تعزيز الروابط الأسرية حيث تشجع بعض المنصات العائلية والعربية على إعادة الاعتبار للحوار الأسري وزيادة الترابط فيما بين أفراد البيت الواحد وذلك عبر إنشاء مجموعات دردشة خاصة تضم عائلة كاملة تحت سقف رقمى واحد.

بالإضافة لذلك فإن المحتوى التعليمي المبسط والميسر جعل التعلم أكثر متعة وتنوعاً؛ إذ تستطيع الطالبات مثلاً الحصول علي دروس خصوصيه مجانية اونلاين تساعدهن فى رفع مستوى تحصيلهن الدراسى بدون تكبد عناء الذهاب لمراكز الدروس الخصوصية التقليديه ذات الكلف المرتفعه.

تأثير الإنترنت السلبي

غير أنه ولابد لنا قبل كل شيء من التأكيد بأن للإعلام الجديد نواحي مقلقه تحتاج الي دراسة وتحليل شامل لفهم الآثار الناجمة عنها بشكل أفضل. فعلى سبيل المثال قد تؤثر تلك الوسائط بشدة على اللغة العربية الأصيلة كون أغلبية مستخدمي الشبكة العنكبوتيه يستعملوا اللهجه العاميه عوضا عن الفصحى وهو الأمر الذي بات يشكل خطراً حقيقياً بشأن انقراض اللسان الرسمى للدول العربيه نتيجة لتزايد انتشار اللغات الأخرى كالانجليزية والصينية وغيرهما والتي تتغلغل بقوة داخل سوق العمل العالمي الحالي.

كما يتعين التنبيه كذلك إلي مدى قابلية شبكات التواصل الاجتماعي لإضعاف القيم الأخلاقية لدى البعض خاصّة الشباب والشابات منهم حينما يبدأ العديد باستعمال هذه التقنيات بغرض البحث عن المغامرة والاستغراق فى عالم افتراضي بعيدا تمامًا عن الواقع الحقيقي وما يحمله من مسؤوليات تجاه ديننا وعادات مجتمعنا المحافظ نوعا ما. علاوة علي ذلك فإن هناك مخاطر مرتبطة بموضوع الأمن السيبراني وضياع البيانات الشخصية وخصوصيتها بسبب سرقات محتملة لأسرار حساسة لأشخاص ربما لاتدركون حجم الضرر المؤقت أو المستديم الناتجين عنها لاحقا.