• صاحب المنشور: يوسف المهنا
  
  ملخص النقاش:
  تدور نقاشات واسعة ضمن المجتمع العلمي والصناعي حول مدى جدوى وصف عمليات التعدين بأنها "مستدامة". حيث يشير يوسف المهنا إلى وجود تناقضات جوهرية، معتبرًا أن المصطلح غالبًا ما يعني صرف النظر عن التأثيرات البيئية الخطيرة لهذه العمليات. ويطرح بشكل خاص مخاطر استنزاف موارد طبيعية ثمينة، وتلويث المياه، والتسبب في تشوهات في المشاهد الجمالية لأماكن التعدين. وينهي رسالته باستفتاء قارئه حول الرأي فيما إذا كانت المقاربة المعتمدة حاليًا والتي تهدف لتحقيق أعلى معدلات إنتاج مقابل أقل ضرر هي فعلا تعبير صادق عن رؤى مستدامة أم أنها مجرد جلد للدب من الداخل بهدف منح عملية دنيئة مظلة آمنة.

يتناول بعد ذلك عدد من الأفراد هذا النقاش، بدايةً مع حميدة بن عثمان التي تتفق مع المنطلق الرئيسي لهذا الاقتراح، لكن تقدم مقترحاتها الخاصة بالأخذ بجدية وجهة نظر حول دور الاقتصاد الدوري المحتمل لحلول مستدامة محتملة. وفي ردها الأولي، تبدي بعض الإشارات إلى أهمية إعادة النظر بعادات الاستهلاك لدى الإنسان بالإضافة للتحولات الداخلية لمنظمات قطاع التعدين نفسه بغرض التقليل السلبي المؤثر عليهم وعلى محيطاتهم. وبالتالي توجيه انتباه كافة الفاعلين لبناء شبكة مؤسسية عامة ترتكز على سياسات صحية وصديقة للبيئة.

وتواصل بهية بناني حديثها، وتعكس وجهات نظر مشابهة لما قدمته سابقا حميدة. وهي تهتم خاصة بتوسيع نطاق منظور شامل للقضايا المطروحة تلك تضمنت تغييرات اجتماعية وثقافية شاملة لدفع عجلة التطور باتجاه فهم أعظم لقضايا الاستدامة ومصداقيتها. فإصلاح البنية المؤسسية لشركات وروافد الاقتصاد العام ليصبح مؤثراً ايجابيا بيئياً واجتماعياً شرط حيوي لإحداث فرق كبير. وهذا حسب اعتقادها يتضمن تحديات عدة تحتاج مزيدا من البحث والمعرفة لفهمه بصورة أفضل واتخاذ قرارات مستنيرة مبنية عليها.

وينضم إليهم بعد ذلك بشير الهواري والذي يرسم رؤية مختلفة حول الوضع القائم حين يذكر ان الاعتماد قطعي على السياسات الحكومية والشركات الرامية لاعادة تدوير مواد اولية، مهما بلغ نجاحها العملية، فلن يكفي إلغاء الحاجة المباشرة للموارد الجديدة بالنظر لعوامل اضافية كالزيادة السكانية العالمية والتوجهات الاستثمارية المضطردة نحو المكسب المادي طويل الاجل. وبالتالي، لتكون هنالك امكانية فعلية لاسناد التغيير البرنامجي مطلوب العمل على زرع الثقافة اليقظة البيئية داخل صفوف الجمهور للشجعاناهم عدم دعم اسعار الاسواق الخارجية مما يؤدي لانحسار طلب عالمي مجحف للمواد الاولية.

وفي نهاية المطاف، تعرض ميار العياشي أفكار مساندة بحجة بان الاقتصاد الدوري بكل جوانبه المختلفة – ومنها اعادة اختراع المنتج/تصنيع منتج جديد /اعداد منهج التخلص المسؤول - جزء هام بلا شك من اجتياز الصعب طريقا تركز على ضمان الحصول علي خدمات عمرانية بدون افساد بقية عناصر العالم الحيوي. فهي ترى انه ما دام الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي معرفي وثابت، ستظل فرصة طرح نظريات جديدة واردة الاحتمالات قائمة دوما للس