إذا شرب شخص ما الخمور في وقت متأخر من الليل وتأخر حتى الفجر قبل أن يفقد الوعي تماماً، يمكن اعتباره ممسكا الصوم بشكل شرعي طالما كان نيته اصلاً هو الصيام منذ بدء نهار رمضان. هذه النقطة مهمة جداً حيث إنها تحدد مدى صلاحية صيامه. وفقاً لأراء الفقهاء مثل زكريا الأنصاري وسليمان الجمل، إذا فقد الشخص وعيه بسبب السكر ولكن ذلك لم يستغرق كامل يوم الصيام، فتظل صلاته صحيحة ومتقبولة بإذن الله. ومع ذلك، من واجبه القيام بالتطهر بعد استعادة وعيه والصلاة كما أمرنا ديننا الإسلامي الحنيف.
أما بالنسبة لتوضيف الأمر القانوني، فهو واضح أيضاً. فقد ذكر العديد من علماء الدين بما في ذلك ابن قدامة المقدسي أنه عند وجود حالات كهذه -مثل الجنون والإغماء والسكر المؤدي لفقدان الذاكرة مؤقتاً- فهي تنتهك شرط "العقل" اللازم لصحة الصيام حسب التعريف الشرعي. وعلى الرغم من كونها لا تضر بصلاحية الصيام المتوقف أيضاً عليها توقيت بدأ فقدان العقل خلال النهار، إلا أنها تتطلب أداء فروض أخرى كالوضوء والتطهر قبل دخوله في فريضة جديدة أو إعادة فعلٍ سابق تم ارتكابه أثناء تلك الحالة التي عُرض لها المسبوق عنها بالعذر الطبيعي.
في النهاية، يشجع الفقهاء جميع المسلمين الذين يغفلون عن أحكام ديننا العزيز باستمرار حول سوء استخدام المشروبات الكحولية وغيرها ذات التأثيرات السلبية الأخرى المقيدة للحريّة الشخصية والعادات الصحية الآمنة الاجتماعية والدينية، بنصح وتحذير مستمراً لهم للتوبة والاستقامة إلى حياة أقرب للأفضل والأرقى مما كانوا عليه سابقاً وللحصول بذلك على رضا رب العالمين وحده سبحانه وتعالى.