في مسألة الاستماع لقراءة القرآن الكريم، هناك رأيان رئيسيان لدى الفقهاء. البعض يرى أنه واجب أن ننصت بشكل كامل عند قراءة القرآن، سواء داخل الصلاة أو خارجه، استناداً إلى الآية الكريمة "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا". بينما يشير الآخرون إلى أن هذه التعليمات خاصة بالصلاة وأنها موجهة للاستحباب فقط خارج حدود الصلاة.
إذا كنت تقصد فعلياً سماع القرآن، فالاقتراح الأفضل والأكثر احترامًا لهذا الكتاب العزيز هو عدم الانشغال بأي شيء آخر. هذا يعكس تقديسنا واحترامنا لكلام الله. كما ذكر الإمام النووي، ينبغي تجنب الضحك والحديث عندما يتم قراءة القرآن، باستثناء الحالات القصوى حيث يكون الحديث ضروريًا.
ومع ذلك، إذا لم تكن مهتمًا بالسماع المتعمد للقرآن - أي أن تركيزك لا يستهدف استقباله بنفس القدر - فقد لا يوجد مانع من القيام بمهام أخرى مثل الذكر أو الاستغفار. في الواقع، الشيخ سعد الخثلان أكد على أن الانتباه الكامل مطلوب فقط عند هدف الاستماعي المتعمد؛ وإلا يمكن للمرء أداء أعمال مختلفة بالتزامن.
بالانتقال لحالة وجود فترات صامتة كبيرة أثناء القراءة، مثل تلك التي تحدث غالبًا أثناء "قراءة التجويد"، فقد يتاح الفرصة للاستغلال الأمثل لهذه الفترات في الأعمال الدينية الأخرى كالدعاء أو الاستغفار. ليس هناك تناقض بين هاتين الواجبات الدينية حين تصبح الحالة هكذا.
بشكل عام، الحل الأنسب هي محاولة تحقيق كلتا المهمتين: التركيز الكامل على سماع القرآن وأداء الطاعات الأخرى جنباً إلى جنب بدون تشويش. ولكن يبقى القرار النهائي متوقفًا على قدرتك الشخصية على فعل ذلك دون التسبب في نقصان الاحترام الواجب للقرآن الكريم.