• صاحب المنشور: عفاف بن وازن
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد الاعتماد على الوسائط الرقمية والإنترنت، أصبح لدينا اليوم كم هائل من البيانات ينتج يومياً. تُعرف هذه الكميات الهائلة من المعلومات باسم "البيانات الضخمة". هذا النوع الجديد من البيانات يوفر فرصاً كبيرة للابتكار والإبداع، ولكنه أيضاً يحمل معه العديد من التحديات التي قد تعيق تقدم المجتمع الرقمي إذا لم يتم التعامل معها بحذر واتقان.

أولى تلك التحديات تكمن في جمع وتنظيم البيانات. تتطلب بيانات ضخمة منظومة قوية لإدارة وكشف وتحليل الأنماط في مجموعات البيانات الكبيرة المتنوعة. بالإضافة لذلك، يتعين علينا التأكد من دقة وموثوقية المصدر الأساسي لهذه البيانات لضمان نتائج تحليلية دقيقة وقابلة للتطبيق.

ثانياً، يعد تخزين واسترجاع هذه البيانات قضيتين حاسمتين أخرى. يتطلب الأمر بنى تحتية متقدمة لتخزين والحفاظ على مثل هذه الكمية الهائلة من البيانات بطريقة فعالة وآمنة. كما يستلزم القدرة الفنية لاسترجاع واستعادة البيانات بسرعة عند الحاجة إليها لأغراض البحث أو التحليلات.

وعلى الرغم مما سبق ذكره، فإن أهم تحدٍ يكمن في الوصول إلى المعرفة المستفادة منها. حتى لو تمكننا من جمع وتحليل كل هذه البيانات بكفاءة، فما فائدة ذلك إن لم نتمكن من استخراج رؤى قابلة للتنفيذ؟ وهذا يعني تطوير تقنيات جديدة قادرة على كسر حاجز الصوامع التقليدية للحصول على رؤية شاملة لما يدور حولنا رقميا.

وأخيراً وليس آخراً تعد الخصوصية والأمان أمران أساسيان يجب مراعاتهما أثناء التعامل مع البيانات الضخمة. ففي حين يجلب تراكم كمية هائلة من المعلومات فرصة لتحسين الخدمات الشخصية والتوصيات بناءً على تفضيلات المستخدم، إلا أنه أيضا يمكن أن يعرض خصوصيته وأمن بياناته للخطر بدون تدابير مناسبة لحماية الحساسية والمعلومات الخاصة للأفراد والمؤسسات.

بإيجاز شديد، رغم المكاسب العديدة المرتبطة بتوافر قدر كبير ومتنامي باستمرار من البيانات، إلا أنها تحمل ضمنيًا مجموعة واسعة وعالية المخاطر تحديدا تحتاج حلولا مبتكرة وجديدة تمامًا مقابل وجه جديد للعصر الحديث الذي نعيش فيه والذي تسميه البعض عصر الذكاء الاصطناعي المبني حديثا بأحدث طرق علم البيانات الحديثة!