• صاحب المنشور: حبيبة الحمودي
  
  ملخص النقاش:
  بدأ القرن الحادي والعشرين بتحول اقتصادي هائل مدفوع بالتكنولوجيا الرقمية المتطورة. هذه التحولات التقنية لم تؤثر فحسب على الطريقة التي نعمل بها؛ بل شكلت أيضاً طبيعة الوظائف نفسها والمجالات الصناعية التي ستزدهر مستقبلاً. يؤدي الابتكار التكنولوجي إلى خلق فرص عمل جديدة بينما يشكل تهديداً لبعض القطاعات التقليدية. سنستكشف هنا التأثيرات الاقتصادية لهذه الثورة التكنولوجية على سوق العمل العالمي.

**١ - تحسين الكفاءة والإنتاجية**:

تشهد العديد من الصناعات حالياً طفرة في استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وأتمتة العمليات الروبوتية (RPA). يمكن لهذه الأدوات تعزيز الإنتاجية عبر توفير وقت وجهد كبيرين كانا ينفقان سابقاً في الأعمال اليدوية أو الخاضعة لقواعد محددة. فعلى سبيل المثال، يستطيع نظام ذكي إدارة وتخطيط المخزون بكفاءة أكبر بكثير من العامل البشري، مما يقلل من احتمالية الخطأ ويوفّر للمؤسسة فترة زمنية موثوقة للإمدادات اللازمة للعمليات اليومية. ولكن، هذا قد يعني فقدان الوظائف للأيدي العاملة غير الماهرة في قطاعات مثل التصنيع والتخزين والتوزيع.

**٢ - ظهور وظائف تكنولوجية جديدة**:

مع زيادة اعتمادنا على التقنيات الحديثة، تتزايد معه طلب الشركات على متخصصين ذوي خبرة عالية في مجالات مثل هندسة البرمجيات، علم البيانات، الأمن السيبراني وغيرها الكثير. يتطلب تطوير وإنشاء تطبيق جديد فريقًا متعدد المهارات يضم مصممين ومطورين وخبراء في تجربة المستخدم بالإضافة إلى المحللين الذين بإمكانهم تقديم نظرة ثاقبة حول كيفية استجابة الجمهور له. توفر هذه الفرص الجديدة مصدر دخل مهم للعاملين المؤهلين وقد تساعد في سد الفجوة بين الأجيال لكن تحتاج أيضًا لتوسيع قاعدة التعليم والتدريب لإعداد القوى العاملة لهذا المستقبل الجديد.

**٣ - إعادة هيكلة مجالات معينة بصناعة الخدمات**:

تساهم التقنيات الناشئة بشكل ملحوظ بتشكيل قطاع الخدمات أيضا. بات بإمكان روبوت الدردشة التعامل مع الاستفسارات العامة بسرعة وكفاءة أعلى مقارنة بخدمة عملاء بشرية تقليدية وبأسعار تنافسية أكثر. رغم ذلك فإن بعض المهام الإنسانية الغامضة كالاستشارات النفسية أو العلاج النفسي لن يتم استبدالها بنماذج الذكاء الاصطناعي قريبا بسبب الطبيعة المعقدة لها والتي تتضمن فهم عاطفي وفهم ذاتي خاص بالمشاعر البشرية وهو أمر يصعب برمجته حتى الآن لأجهزة الكمبيوتر الموجودة لدينا.

**٤ - توسّع التجارة الإلكترونية والتجارة الدولية**:

سمحت الإنترنت والشحن الدولي بتجاوز الحدود الجغرافية أمام المنتجات والخدمات. أصبح بإمكان أي صاحب عمل الوصول لجمهور عالمي بكل سهولة وبميزانية أقل مقارنة بالأيام الأولى قبل انتشار الشبكة العنكبوتية الواسع الانتشار. أدى ذلك لزيادة المنافسة وشجع المشاريع الصغيرة والكبيرة alike للسعي للحفاظ على قدرتها التنافسية عبر الاستثمار بمزيد من الأموال تجاه البحث والتطوير بهدف تحقيق تفوُّق نوعي ومنتج مميز مقبول لدى السوق الحالي والمستهدف حديثاً بدون الاعتماد كليا ًعلى المساعي التسويقية التقليديه القديمة .

#المراجع:

1- منظمة العمل الدولية(ILO) ، تقرير عام ٢٠١٩عن اتجاهات سوق العمل العالمية 2- باحث أكاديمي جامعة لندن قسم العلوم السياسية دراسة بعنوان:"تأثير الثورة الصناعية الرابعة