التوتر بين القيم التقليدية والمواطنة الحديثة: تحديات توازن الهوية الإسلامية المعاصرة

يشهد العالم الإسلامي اليوم تحولات اجتماعية واقتصادية هائلة تؤثر على بنى العائلات والمجتمعات المحلية، مما يثير نقاشًا حادًا حول التوافق بين القيم وا

  • صاحب المنشور: إياد البوعناني

    ملخص النقاش:

    يشهد العالم الإسلامي اليوم تحولات اجتماعية واقتصادية هائلة تؤثر على بنى العائلات والمجتمعات المحلية، مما يثير نقاشًا حادًا حول التوافق بين القيم والتقاليد الدينية والمتطلبات المتغيرة للمشاركة الكاملة في المجتمع الحديث. هذه الورقة تناقش الديناميكيات المعقدة للتفاعل بين المواطنة الحديثة والقيم الإسلامية التقليدية، مع التركيز على كيفية تأثير التحضر السريع، الرأسمالية العالمية، وتكنولوجيا الاتصال على الشباب المسلم خاصة.

في العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة، يشكل الشباب غالبية السكان ويتعاملون مباشرة مع تيارات الثقافة الغربية وشروط الحداثة عبر الإنترنت والعولمة الاقتصادية. هذا التعرض المكثف يمكن أن يؤدي إلى صراع داخلي بالنسبة لهؤلاء الأفراد الذين يسعون للحفاظ على هويتهم الإسلامية بينما يتكيّفّون أيضًا مع قيم وأساليب الحياة الحديثة التي قد تتنافر مع بعض جوانب دينهم وممارسات مجتمعهم التقليدية. تُعد قضية ارتداء الحجاب مثالاً بارزًا؛ حيث تعبر النساء عنه كرمز للهوية والإيمان ويُعتبر عائقًا ماديًا واجتماعيًا أمام الوصول الكامل لمزايا التعليم والعمل في البيئات غير المسلمة أو حتى داخل حدود دولهم الأصلية.

تأثيرات رقمنة التواصل

رغم أنها أدوات اتصالات فعالة، إلا أنه ثمة مخاوف متنامية بشأن التأثير السلبي لوسائل الإعلام الاجتماعية وغيرها من المنصات الرقمية المستخدمة بشكل مكثف من قبل جيل الشباب. تشمل المخاطر الرئيسية التعرض المحتمل لأفكار مغلوطة ضد القيم الإسلامية والبروباجندا المناهضة للإسلام بالإضافة لنشر محتوى جنسي ضار خارج نطاق الضوابط الأخلاقية والدينية المقيدة لهذه التصورات لدى المسلمين.

دور المؤسسات التعليمية والأسر

تلعب المدارس والمعاهد دور حيوي لتوجيه الطلاب باتجاه فهم صحيح ومتوازن للعلاقة بين معتقدات إيمانهم والقضايا المرتبطة بالمجتمع المفتوح حديثًا. وبالمثل، توفر الأسرة بيئة داعمة وتعليمية مبكرة تساهم بشكل كبير في بناء شخصية الفرد وعقله فيما يتعلق بالتضامن الاجتماعي والروحانية الشخصية.

مقومات الحل الأمثل

لتخطي العقبات الناجمة عن الصدع الحالي آن أوان تبني حل شامل يعترف بخصائص كل جانب دون اغفال الآخرين. وتمكين الشباب وإنشاء مسارات تضمن لهم فرص الحصول علي فرص عمل مناسبة وإمكانية الدراسة الجامعية بدون تهديد استقلالهم الروحي أمر ضروري لاستدامة واستقرار أي نظام جديد مقترح لحياة مواطنيه.


تقي الدين القاسمي

11 مدونة المشاركات

التعليقات