- صاحب المنشور: فؤاد بن زروال
ملخص النقاش:
تُعدّ تقنية الذكاء الاصطناعي واحدة من أكثر المجالات تطوراً وتأثيراً على المجتمع المعاصر. فقد أدى التقدم الكبير في مجال التعلم الآلي إلى اختراقاتها في مختلف القطاعات بما في ذلك الرعاية الصحية, التعليم, الأمن, وغيرها الكثير. إلا أنه رغم فوائدها الكبيرة، فإن لهذه التقنية تحديات أخلاقية جوهرية تتطلب دراسة عميقة ومناقشة مستمرة.
فعلى سبيل المثال, عندما يتعلق الأمر بأدوار الوظائف المحتملة التي يمكن لأجهزة AI ملؤها, يرتفع تساؤل حول تأثير ذلك على سوق العمل البشري. هل سيؤدي الاعتماد المتزايد على الأنظمة الآلية إلى زيادة البطالة أم ستفتح فرص وظيفية جديدة؟ هذا الجانب الأخلاقي يؤثر مباشرة على استقرار المجتمع الاقتصادي والقضايا الاجتماعية المرتبطة بذلك.
ثانياً, مسائل الخصوصية والأمان هي شائعة الاستخدام عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي. مع قدرتها الهائلة على جمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات الشخصية, توجد مخاوف بشأن استخدام هذه المعلومات بطريقة غير مناسبة أو غير قانونية. بالإضافة إلى احتمال وقوع هجمات إلكترونية متقدمة تستغل الثغرات الأمنية الخاصة بالأنظمة المدعومة بتقنيات AI.
ثالثاً, هناك القلق الأخلاقي المرتبط بردود فعل الروبوتات وأجهزة الذكاء الاصطناعي تجاه البشر. كيف يتم برمجة تلك الأنظمة لتعامل مع المواقف الصعبة والمعقدة؟ وفي حال حدث خطأ ما، من سيكون مسؤولاً عنه؟ حتى الآن, لم يُضعف القانون الدولي بشكل كامل قواعد واضحة تلزم مصنعي الذكاء الاصطناعي باتباع أفضل الممارسات الأخلاقية وضمان سلامة المستخدم النهائي.
بالإضافة لذلك, تُثير موضوعات مثل العدل العادل والمجتمع العادل نقاشاً حاداً خاصاً بأتمتة القرارات. حيث قد تميل الخوارزميات لاتخاذ قرارات متحيزة بناءً على مجموعات بيانات تدريب تحمل تحيزات تاريخية. وهذا الشكل من التحيز المؤسسي يمكن أن يساهم في تعزيز عدم المساواة وعدم العدالة في الوصول إلى الفرص المختلفة داخل المجتمع.
وفي النهاية, يبقى دور البشر كمرشدين ومعلمين مهم للغاية أثناء عملية تطوير وصناعة التقنيات الحديثة. إن اتباع نهج شامل يشمل جميع وجهات النظر الثقافية والدينية والاجتماعية لن يساعد فقط في تحقيق توازن بين الفوائد والتحديات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي ولكن أيضا سيضمن بقاء النظام العالمي قائما ومتماسكا أمام تقدم العلم والتكنولوجيا.