- صاحب المنشور: المنصوري بن عمر
ملخص النقاش:
تكتسب مسألة التمكين الرقمي للمرأة العربية أهميتها المتزايدة يومًا بعد يوم، حيث تشهد المنطقة تحولات تكنولوجية سريعة وتغيرات اجتماعية عميقة. وعلى الرغم من وجود جهود لتعزيز مشاركة المرأة العربية في المجال التقني، إلا أنها تواجه العديد من العقبات التي تعيق تقدمها وتميزها. يهدف هذا المقال إلى استكشاف تحديات وآفاق مستقبلية لمشروع تمكين المرأة الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
التحديات الرئيسية أمام التمكين الرقمي للنساء العربيات
- الحواجز الثقافية والاجتماعية: غالبًا ما تكون المجتمعات المحافظة مصدر قلق كبير بالنسبة للمرأة العربية الراغبة في الدخول إلى قطاع العمل التقني. قد يؤدي الضغط الاجتماعي والأدوار الجنسانية التقليدية إلى خفض فرص الحصول على التعليم والتدريب المهني اللازمين لتحقيق نجاح في مجال التكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للعادات والتقاليد المحلية أن تسبب عقبات مثل عدم الوصول إلى الإنترنت أو الحاجة لتقييد وقت الشاشة بسبب مسؤوليات الأسرة.
- نقص الفرص والحوافز: توفر معظم المنظمات والشركات القليلة نسبياً تدريباً متخصصاً للمعارف التقنية للسيدات اللاتي يرغبن بالعمل بهذه الصناعة؛ وحتى حينما تقوم بتقديم هذه الخدمات فإنّ عمليات الترشيح تتم بطريقة غير عادلة مما يعرض النساء للتجاهل الذاتي والإقصاء الطوعي. علاوة علي ذلك، هناك نقصٌ ملحوظٌ فيما يتعلق ببرامج التأهيل المتخصصة المكرسة خصيصاً لدعم احتياجات ومخاوف المرأة الفريدة والتي تعد جزءاً أساسياً لسوق عمل متنامٍ ومتنوع ومتطور.
- الافتقار لاستراتيجيات الاندماج الشاملة: تخلو سياسات العديد من الحكومات والمؤسسات الخاصة والتي تستهدف بناء مجتمع رقمي شامل ومنصف من تضمين منظور النوع الاجتماعي وأهداف محددة خاصة بالمرأة العربية كمكون رئيسي ضمن خططهم الاستراتيجية العامة. وهكذا تتضاءل فرصة وضع بروتوكولات فعالة وصحيحة مصممة خصيصاً لإزالة كافة العوائق البيروقراطية المؤسسية وغير الرسمية.
- التعليم التقني ذو الإمكانيات المحدودة: يعد التعليم أحد أهم عوامل تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة داخل مجالات العمل المختلفة ولا سيما تلك المرتبطة بمجالات علوم الكمبيوتر والبرمجيات الحديثة. وبينما تسعى دول المنطقة نحو تطوير المناهج الدراسية وتوسيع نطاق رسملة رأس المال البشري العام، فإنه - حتى الآن - مازال هناك تفاوت واضح بشأن مستوى تقديم محتوى أكاديمي مبتكر يدفع باتجاه جذب اهتمام أكبر من قبل الفتيات تجاه المجالات العلمية والصناعات المعنية بالتكنولوجيا وتطبيقاتها العملية.
الآفاق المستقبلية للأمل والعزم
رغم هذه العقبات العديدة، ظهرت مؤشرات مشجعة تشير بإصرار نحو خلق واقع جديد أفضل يحقق طموحات الكثير ممن سعى جاهدين للحصول على اعتراف واسع بجدارة وقدرات المواهب الناشئة لديهم سواء كان ذلك عبر وسائل التواصل الإلكتروني أم من خلال المنابر الإعلامية الأخرى ذات الشعبية الواسعة. وفي سبيل مواصلة دفع عجلة النهضة فقد بدأ مجموعة