- صاحب المنشور: نرجس المهدي
ملخص النقاش:
تشهد عالم اليوم ثورة رقمية هائلة تتمثل في تزايد حجم وتنوع كميات بيانات ضخمة. هذه الثورة تجاوزت مجرد كونها تحديًا تقنيًا إلى أنها تشكل أساس تغيرات جذرية في كيفية عملنا وعيشنا وتعليمنا أيضًا. يعتبر التعليم أحد القطاعات الحيوية التي تتأثر بشكل كبير بعصر البيانات الضخمة؛ حيث يتعين على المتعلمين والمعلمين فهم واستخدام هذه الكم الهائل من المعلومات لرفع مستوى تعليمهم وإنتاجيتهم.
في هذا السياق، يعدّ "التعلم مدى الحياة" أو التعليم المستمر أمرًا حيويًا لتكييف المهارات مع متطلبات سوق العمل الديناميكية والمستمرة التطور نتيجة للإبتكارات الرقمية والتقنية الحديثة. يمكن اعتبار البيانات الضخمة كنهر للمعلومات الغزيرة والتي تحتاج لأدوات تحليل خاصة لفهم مدلولاتها واتخاذ قرارات فعالة بناء عليها. هنا يأتي دور التعليم المستمر الذي يعمل كباب للطرق نحو هذه الأدوات والدروس العملية حول استخداماتها الفاعلة.
يستطيع المعلمون الذين يتلقوا دورات تدريبية مستمرة بشأن أدوات وأساليب إدارة ومراقبة وتحليل البيانات الضخمة أن يصبحوا قادرين أكثر على تصميم خطط دراسية مبتكرة تعتمد على المشروعات القائمة على البيانات، مما يعزز مهارات حل المسائل لدى الطلاب ويعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات المعرفية بمزيد من الثقة والإبداع. بالإضافة لذلك، فإن تواجد متخصصين محترفين ضمن بيئة التعلم يمكنهم تقديم خبرات عملية للشباب أثناء عملية تعلمهم قد يؤدي لحصول هؤلاء الشباب علي فرص توظيف أفضل بكثير مقارنة بأقرننهم ممن لم يحصلو عل مثل تلك الفرص الاستثنائية داخل نطاق الدراسة الأكاديمية التقليدضية .
ومن الجوانب المؤثرة الأخرى للتكنولوجيا الرقمية هي انتشار وسائل الإعلام عبر الإنترنت والذي أصبحت له تأثير سلبي وايجابي محتمل حسب طريقة استخدامه وانتقاء المحتوى المناسب منه ؛ فالدراسات أثبتت أنه عندما يتم دمج مواد الوسائط المتعددة والتفاعلية المدروسة جيداً ضمن البرامج التعليمية ، فقد تعمل كأساس قوي لدعم عمليات الانتقال التاريخي والسرد القصصي بالعناصر المرئية والصوتية المقنعة . وهذا بالتأكيد سوف يساهم بحلض الكثير من الأفكار الجديدة والحلول المثالية لأغلبية مشاكل العالم الحقيقي التي غالبا ماتكون مرتبطة بطريقة مباشرة لاحداث وأحداث تاريخيه معينة . وفي الوقت نفسه, فان افتقار المجتمعات المحلية لإمكانيات الاتصال بالإنترنت بسرعة وكفاءة عالية سيؤدي بلا شك لنقصان الوصول العادل لكافة أفراد الدولة بلدان مختلفة بموارد معرفية مهمة ومفيدة للغاية. ولذا تعد الحكومة والجهات ذات الصلة بتقديم الدعم اللازم لبناء بنى تحتية قوية ومتطورة ومتاحة للاستعمال العام ضرورية لتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان عدم وجود فصل جديد بين الأغنياء والفقراء بسبب حصول الأولين علي موارد تكنولوجيكه تفوق الأخيرة بمراحل كبيرة جدا وقد تؤذي بعد ذلك مسيرة تقدم مجتمع كامل بينما تسارع عجلة التطور تقدما غير عادلا للأخرى . وبالتالي , فنحن امام مرحلة انتقاليه رئيسيه ستعيق نجاحها إن لم نصب قواتنا وجهودنا جميعيا لصناعة نظام تعليم حديث يستوعب ويتكيف مع كافة شرائح الوطن الواحد ويضمن حق كل فرد فيه بالحصول علي نصيبه الطبيعى من العلم والمعرفة بغض النظر عن مكان ميلادهأو حالته الاقتصاديه الأسريه وماشابه ذالك الأمر الخطير الذى بات يعرف باسم "الفجوة التقنية".