• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  تحولت الثقافة العربية الحديثة إلى مساحة واسعة تتداخل فيها التأثيرات المتعددة للتكنولوجيا مع القيم والمعتقدات الإثنية. هذا التحول يعكس ديناميكية المجتمع العربي الذي يتواجه باستمرار بين حتميات العصر الحديث وأصوله التاريخية والثقافية الغنية. يمتد نطاق هذه الدراسة ليتناول كيفية تشكيل الابتكار التكنولوجي للعادات اليومية مثل التواصل الاجتماعي والتعليم والتسويق والتسلية داخل البيئة الاجتماعية والعائلية السعودية كمثال بارز ضمن العالم العربي الأكبر.

في الأونة الأخيرة، أدى الانتشار الواسع للإنترنت والأجهزة المحمولة إلى تغيير جذري لطريقة تفاعل الأفراد العرب فيما بينهم وكيف يشكلون معتقداتهم وقدرتهم على الوصول للمعلومات. أصبح بإمكان مستخدم الإنترنت السعودي مثلا التعرف على ثقافات أخرى ومشاركة تجارب حياته الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون قيود جغرافية تقليدية. لكن رغم فوائد الربط العالمي، قد يؤدي ذلك أيضا لتشتت الهوية وانتقال اتجاهات غربية بعيدا خارج السياقات الأصلية لها مما ينذر بتحديات تواكبها عملية تحديث وتحديث متواصلان للأعراف الاجتماعية الدينية.

من الناحية التعليمية تأتي الجامعات والمؤسسات التربوية بالسعودية وفي الدول الأخرى بالوطن العربي تحت ضغط للتحول الرقمي وذلك خدمة لأهداف استراتيجيتها الوطنية نحو اقتصاد المعرفة المستقبلية المنشودة. وبينما تزود حلول تكنولوجية جديدة الطلاب بموارد تعليمية مبتكرة ومتنوعة، فإن هناك مخاوف بشأن الخروج عن الخطوط الحمراء الأخلاقية والدينية المرتبطة بالنظام التعليمي المغلق سابقاً والذي اعتمد أساساً على حضور الحرم الجامعي وشخصيات التدريس ذات الثقل المؤثر اجتماعيا ودينياً. وعلى الرغم من قابلية النظام الجديد لإحداث تغييرات ملحوظة وإيجابية إلا أنها تحتاج لميزان دقيق لتحافظ على هويتها الإسلامية الأصيلة وسط بيئة عالمنة متنوعة الأعراق والحضارات.

وفي الفضاء العام للمجتمع، يلعب التسوق عبر الانترنت دوراً محورياً حيث تهيمن العلامات التجارية الدولية بشكل واضح وهو الأمر الذي يمكن رصد أثره بالفعل لدى المشترين الباحثين عن المنتجات الأجنبية الأكثر شعبية والتي تخضع عادة لنوع مختلف تمام الاختلاف مقارنة بالممارسات الاستهلاكية الشرق اوسطيه التقليديه . وهناك أيضاً الجوانب الضارة المحتملة لهذا الاتجاه كالتهديدات الأمن الإلكتروني التي تصاحب عمليات الشراء الآمنة بالإضافة لاتهامات حول دعم منتجات تم إنتاجها بطرق غير أخلاقية ربما تعرض الدين الإسلامي نفسه للإساءة عند استخدام تلك السلع مباشرة أو حتى باستخدام مواردها الاقتصادية لدعم سياساتها الحكومية الخارجيه السلبيه تجاه البلدان المسلمة حسب بعض وجهات النظر.

إلى جانب التجارة والسفر، تعد وسائل الإعلام الجديدة مصدر مهم آخر رأينا فيه تغييرا كبيرا بالتوجه الذائعه السائدة للحكم والقيم الأخلاقية وعوامل بناء الشخصية البشرية عموما – وإن كانت سرعته وقدراته متفاوتتان جغرافيا وثقافيا حسب بلد عربي محدد مقارنة بالأخرين-. فعلى سبيل المثال ، بدأ الشباب الكويتيون مؤخرا باحتضان "الفن الشعبي" البديل كتعبيرعن خصوصية تراثهم الوطني مقابل الروتين الرومانسي الكلاسيكي لفترة ما بعد الحرب العالمية الأولى والذي كان يحظى بشهرة كبيرة عام ١٩٥٠ وما بعد للموسيقى الشعب