- صاحب المنشور: أمل بن القاضي
ملخص النقاش:يشهد عصرنا الحالي ثورة تكنولوجية غير مسبوقة أثرت تأثيرات عميقة ومتنوعة على جوانب مختلفة من حياة الأفراد والمجتمع. ومن أكثر الفئات تأثراً بهذه الثورة هم فئة الشباب الذين تربوا وسط هذه التطورات المتسارعة والمعقدة. حيث تقدم الأدوات الرقمية فرصاً هائلة للتعلم والتواصل وتبادل المعلومات, إلا أنها قد تحمل أيضاً تحديات ومخاطر نفسية واجتماعية ينبغي النظر إليها بتأنٍّ وبصيرة.
التأثير النفسي
من الناحية النفسية, يمكن للتكنولوجيا أن تؤدي إلى زيادة القلق والإرهاق بسبب ضغط الاتصال المستمر وأرقام الإشعارات الواردة باستمرار والتي تنتظر الاستجابة. كما تشكل وسائل التواصل الاجتماعي منافسة افتراضية مستمرة حول العرض الشخصي للمحتوى المثالي الصوري أو الوظيفي مما يؤدي إلى الشعور الدائم بعدم الرضا والسعي نحو الكمال حسب المعايير التي يضعها الآخرون عبر الإنترنت.
بالإضافة لذلك, فإن استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة يوميا يمكن أن يتسبب في مشاكل صحية متعلقة بالعين مثل ضعف البصر وجفاف العين واضطراب النوم نتيجة التعرض للإضاءات المنبعثة منها قبل النوم مباشرة وهي ظاهرة تُعرف باسم متلازمة عين الكمبيوتر.
التأثير الاجتماعي
على الجانب الاجتماعي, أدت التقنيات الحديثة إلى تقليص زمن التواصل الإنساني الحقيقي وجهًا لوجه وفقدان مهارات أساسية كتلك المرتبطة بالتفاعلات الاجتماعية كالاستماع وعرض الذات بثبات وخفة ظل عفوية وغيرها الكثير. فقد أصبح العديد من الشباب يقضي وقتا أكبر داخل العالم الافتراضي مقارنة بالعالم الواقعي مما يشجع عزلة اجتماعية ذات تأثير سلبي طويل المدى خاصة بالنسبة للأطفال الصغار الذين يحتاجون لممارسات تعليمية تتعلق بحافزيهم الطبيعية كالبحث والاستكشاف والحركة الجسدية والنفسية الطفولية.
وتظهر أيضا مخاوف بشأن اختراق خصوصية البيانات واستخدام تلك البيانات لأهداف تسويقية واحتيالية تستهدف المراهقين والشباب بشكل خاص نظرا لرغبتهم الشديدة بالمشاركة بالحياة الاجتماعية والترفيهية الجديدة عبر الانترنت.
الخلاصة
وفي الختام، فإنه ليس بإمكاننا إنكار دور التقدم التكنولوجي الكبير الذي نعيشه اليوم وما قدمه لنا كمكتشفين علميين وثقافيين. ولكن دعونا نتذكر دائما ان لكل عمل جانبان، وأن اتخاذ قرار ذكي باستخدام هذه الادوات القوية يستوجب إدراك مدى الامتنان تجاه هذه الفرصة مع الانتباه لتجنب أي ضرر محتمل أيضًا.
