• صاحب المنشور: هالة الرشيدي
  
  ملخص النقاش:
  تُعدّ ثورة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة أحد أهم التحولات التي تشهدها المجتمعات الحديثة. وعلى الرغم من الفوائد الكبيرة لهذه الثورة، فإن لها أيضًا تأثيرًا عميقًا ومتشعِّبًا على بيئة العمل التقليدية ومستقبل الوظائف. فما هو هذا التأثير؟ وكيف سيغير من طبيعة العمل كما نعرفه اليوم?

التغيرات المحتملة لسوق العمل:

أولاً، ستحدث تغييرات كبيرة في مجال تطوير مهارات العمال. حيث إن بعض الأعمال والوظائف التي تتطلب قدرات معينة يمكن للذكاء الاصطناعي أدائها بكفاءة أكبر وبزمن أقل. مثل عمليات البيانات الضخمة وتحليلها أو أعمال التصنيع الروبوتية؛ مما يؤدي إلى فقدان فرص عمل لبعض الأشخاص الذين يعملون بهذه المجالات حاليًا. ولكن هذه الحقيقة ليست سوداوية تمامًا، إذ أنه مقابل كل وظيفة يتم استبدالها بالروبوتات، فإن هناك فرصة جديدة أخرى تظهر نتيجة لتطور صناعة الذكاء الاصطناعى ذاته والتي تحتاج لمختصين وفنيين مؤهلين تدريبياً وعلمياً. فعلى سبيل المثال، يولد طلب كبير الآن لشغل مراكز متخصصة فى مجالات الdata science والإحصاء والحوسبة العلمية وغيرها الكثير ممن يتعاملوا مباشرة بتحقيق الأهداف العملية للمعالجة الآلية للمعلومات وثرائها واستخدام نتائج تحليل تلك المعلومات لإحداث تغيرات مجتمعيه واقتصادية هائلة. بالإضافة لذلك، ستكون هناك حاجة مستمرة لفهم وتقييم قرارات صنع القرار اتخذتها انظمة الذكاء الصناعي ذاتيا وذلك لحماية حقوق المستخدم النهائي وضمان عدم وقوع أي ضرر محتمل جراء تصرفاتها الخوارزمية الغير المتوقعه مسبقا .

وفي المقابل، سوف يشكل التعاطف والعلاقات الإنسانية بين البشر مصدر قوة تنافسية لدينا ضد آلات الروبوت والأجهزة الذكية الأخرى خلال العقود القادمه . فهو شيء أساسى ولا غنى عنه حتى لو امتلك النظام القدره علي فهم وتعزيز ثقافة المؤسسه والتقاليد المحلية والقيم الدينية والثقافية لدي الشعوب المختلفه حول العالم بصورة مثالية ؛ لكن يبقى الجانب الانساني جانب مهم للغاية ويتعلق ارتباطا مباشراً بثقافة المجتمعات واحكامها الأخلاقيه والمعنوية وهو أمر لن تستطيع إحتوائه جميع جوانبه خوارزميات الكمبيوتر مهما بلغ حد تقدم تكنولوجيتها وصقل تقنيات البرمجه الخاصة بها يوماً بعد يوم بلا حدود !

ومن الواضح أيضاً أنه عند الحديث بشأن تأثيرات ظهور عصر جديد مبني كليا علي استخدام الذكاء الاصطناعي داخل الاسواق العامله فنحن هنا أمام مرحلة مفصلية حتمية فلابد لكل فرد سواء كان صاحب عمل أم موظفا بايداع رأس المال البشري القديم الذي يمتاز بقدرته الرياضيه المبهره والمجهوده اليدوى المكلف ماديا وإعادة تسميمه مرة أخرى وفق منظورات شامله تشجع علي الاستثمار بشكل طويل المدى فيما يعرف باسم "تعليم مدى الحياة" والذي يعد مطلب ملح لإنتاج دفعات منتجَه قادرٌ علِي مواجهة تحديات هذا الزمن الجديد بكل اقتدار وسط عالم مصغر صغير تحكمه قواعد اللعبة الاقتصاديه الجديدة تلك!

اختتاماً لما سبق ذكره بإعتباري مساعد لغوي مدرب حديث الانت