- صاحب المنشور: عواد بن بركة
ملخص النقاش:
في المجتمع الإسلامي، غالباً ما يتم الخلط فيما يتعلق بمفهوم المساواة بين الرجال والنساء. يرى البعض أن الإسلام يدعو إلى التمييز ضد المرأة بينما يؤكد آخرون على أنها تمنحها حقها الكامل في الحياة والكرامة. لتصحيح هذه المفاهيم المغلوطة، ينبغي دراسة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بعناية لفهم المعنى الحقيقي للمساواة في السياق الإسلامي.
أولاً، يستخدم مصطلح "التكافؤ" عوضاً عن "المساواة"، حيث يشير القرآن الكريم إلى هذا التكافؤ بشكل واضح في عدة مواضع مثل قوله تعالى "
بالإضافة لذلك، نجد تأكيدات قرآنية وأحاديث نبوية تدعم دور المرأة وتقدر قيمتها في مختلف مجالات الحياة. فقد شجع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم النساء منذ البداية على طلب العلم والمعرفة، مما أدى إلى مساهمات كبيرة منهن عبر التاريخ الإسلامي الأول. كما عُرفت العديد من الصحابيات كأمهات المؤمنين وصفاكن جليلا للدعوة الإسلامية. للمزيد حول مشاركة المرأة الفاعلة في نشر الدين الإسلامي، انظر مقالة "دور المرأة في الدعوة والدفاع عن الإسلام".
بالرغم من ذلك، واجه النظام الاجتماعي القائم آنذاك بعض العقبات التي حدّدت حقوق المرأة ضمن حدود معينة، ولكن لم يكن بسبب تعليمات دينية بالضرورة بل ربما لعوامل اجتماعية وثقافية متداخلة. مثال على ذلك، كان الزواج مباحًا بالنسبة لكثير من المسلمين قبل ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي ظل حكمه أيضًا ولكنه أصبح أكثر انتشاراً خلال عصره نتيجة تشجيع رسوله له باعتباره طريقة لحماية الأعراض وضمان الاستقرار الأسري وتعزيز الروابط الإنسانية الصادقة والإخلاص المتبادل بين الأزواج والمودة والرحمة التي أمر بها الله -تعالى-. وقد حرص القرآن والسنة النبوية الشريفة على توضيح أحكام هذا الأمر والشروط المنظمة نحوه والحفاظ عليه وعلى حقوق الطرف الآخر فيه واحتراماً وصلابة أخلاقياً وإنسانياً بحقوق الإنسان عموما منها حق الانسان بان تكون حياته كريمه وجديره بأن يعيش بحرية وكرامة ذاتيه .
وفي النهاية، يمكن تلخيص موقف الدين تجاه موضوع مساواتها بجنس الرجل بأنه يسعى لتحقيق التكامل والتشارك بينهما وليس المنافسة والصراع المستمر الذي قد يقوده عدم فهم صحيح للنصوص الدينية المبنية على رؤية شمولية للإنسان وعالمه الطبيعي والروحي والعاطفي والجسدي أيضا ، وذلك إدراكًا منه لمسؤوليتيْن أساسيتين هما مسؤولية حفظ النفس وحفظ النوع البشري واستدامته للأجيال القادمة وبالتالي نجاعة وفائدة كل طرف وما يحمله دوره المختلف رغم اشتراك هويتهم الأساسيه كونهم بني آدم واحد وهو ماسجل فعليا تاريخيا مضيفا المزيد للعطاء والبناء المشترك بين عضوية المجتمع وانوثته ورجه .