- صاحب المنشور: تحية الشرقاوي
ملخص النقاش:
في الإسلام، تُعتبر البيئة جزءًا مهمًا من الخلق الذي أمر الله تعالى بالإحسان إليه والحفاظ عليه. يؤكد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على أهمية العلاقة المتوازنة بين البشر والطبيعة. يقول الله عز وجل في سورة الحديد الآية 10: "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا" وهذا يشمل كافة الكائنات والموارد التي تزخر بها أرضنا. كما حث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين على عدم الإضرار بالبيئة، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا ضرر ولا ضرار".
تعكس هذه الأحاديث تعاليم الإسلام بشأن مسؤوليتنا تجاه البيئة. فالقرآن والسنة يدعوان إلى تحقيق توازن دقيق بين حاجات البشر واحتياجات كوكبنا. فالإسلام لا يقف عائقاً أمام التنمية البشرية أو التقدم العلمي، بل إنه يدعمهما طالما كان ذلك ضمن حدود المعقول وعدم الاعتداء على حقوق الآخرين، سواء كانوا بشراً أم غير بشريين.
لقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ جيدًا. فقد نظّمت حياة المدينة المنورة نظاماً بيئياً متوازناً، حيث قسم عمر بن الخطاب خراج الزرع والثمار بالتساوي بين سكانها، وذلك لضمان العدالة والاستدامة البيئية. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك قواعد ملزمة للنظافة العامة والصرف الصحي، مما يعكس اهتمام المجتمع الإسلامي المبكر بالحفاظ على الصحة العامة والنظام البيئي للمدينة.
ومن الجدير بالذكر أيضاً الدور المحوري للإسلام في تشجيع الزراعة ورعاية النباتات والأشجار. فعلى سبيل المثال، يُعد زراعة الأشجار وتوفير الظل عملاً كريماً يتقرب به المسلم إلى الله ويحصل منه على أجور عظيمة، كما جاء في حديث جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المؤمن إذا زرع فسقي وغرس فأكل لم ينقص من أجره شيئ» [رواه الترمذي]. وهذه ثقافة تعزز احترام الإنسان للنبات والتربة وتعطي الأولوية لإنتاج الغذاء المستدام بأسلوب مستدام.
وفي الوقت الحالي، يمكن للمسلمين الاستفادة من القيم الأخلاقية الإسلامية للدفاع عن قضية البيئة العالمية. وذلك عبر تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية مثل الامتناع عن تدمير الحياة البرية والمحافظة عليها، وإدارة موارد المياه بطريقة مسؤولة، ومقاومة التلوث والتلوث الضوئي والبصري وغيرها. إن اتباع مبادئ الإسلام يضمن نهجًا شاملًا وشاملًا للحفاظ على البيئة مع مراعاة احتياجات المجتمع الحديث ومتطلباته.
