يشهد العالم الإسلامي اليوم هجمة منظمة تهدف إلى التشكيك في ثوابت الدين وأصوله وقواعده
مدعومة غربيًّاوعربيًّا
بوجوه شرعية وفكرية وإعلامية وسياسية
تسعى لنشر فكر التنوير ومخرجاته المتنوعة:العلمانية والإلحادية والعقلانية
تجتمع على نبذ التراث، وتجديد الخطاب الديني بخطاب يمثل ملة جديدة
وكل من له متابعة ومراقبة للواقع،وله اطلاع على الاطروحات الاعلامية والعلمية والفكرية،وكذلك الخطابات السياسية
يرى منعطفًا خطيرًا نحو تحريف الدين،وهدم أصوله،وهز ثوابته، وتفكيك روابطه القائمة على الولاء والبراء
وهذاالمنحنى والمنعطف الجديد استُعمل فيه توجهات شرعية وتيارات فكريةإرجائية
وظيفتها إضفاء الصبغة الشرعية، وإيجاد المخارج التأويلية، والتخفيف من حدة النفرة الفطرية الشرعية عند العامة من المسلمين
تعمل على تلميع الرموز السياسية لهذا التوجه الفكري الجديد
فصرنا نشهد التهوين من المعاصي تحت شعار "العقيدة أهم"، متغافلين عن الاطروحات العقدية الانحرافية الهائلة
فضلًا عن الجهل بأثرالمعاصي في ضياع العقيدة وانهيار الدول كما جاء في النصوص
كما هيأوا الأجواء ومهدوا الطريق لكل فكر تنويري تحريفي لينخر في الأمةويطعن في الإسلام وثوابته باسم محاربة الجماعات الحزبية الثورية، متناسين أن الفكر التنويري هو عرّاب الثورات وإمامها وشعلتها، والتاريخ يشهد
آخرها ثورات الخريف العربي بدءً من تونس وانتهاءً بالسودان، ما أشعلها وأضرم نارها وألهب سعيرها إلا التيارات التنويرية العلمانية
وما الجماعات الحزبية في ذلك إلا عودٌ من حزمة، وفرعٌ من أصل
والشرع والعقل يقتضي قطع الأصل قبل الفرع، ووأد المتبوع قبل التابع
وصدّ عادية كلا الفريقين بحسبه