- صاحب المنشور: عهد البركاني
ملخص النقاش:
في ظل التطورات العالمية الحديثة والتنافس الشديد في مجالات العلم والمعرفة، يبرز دور التعليم كأساس لبناء الأجيال القادرة على مواجهة تحديات المستقبل. وفي هذا السياق، يأتي حديث عن مكانة التعليم في الإسلام، وهو موضوع يتجاوز مجرد كونها ضرورة عملية إلى كونه حقيقة دينية راسخة.
يُشدد القرآن الكريم والسنة النبوية على قيمة التعلم والبحث المعرفي باعتبارهما عمليتين أخلاقيتين وروحية أساسيتين. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "
كما أكدت السنة النبوية أيضًا على دور المعرفة في بناء شخصية المسلم المتكاملة. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم". وهذا الحديث يؤكد الواجب الديني في طلب المعرفة والتربية المستمرة للمسلمين.
بالإضافة إلى ذلك، كان الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يرى أن "العلم نور" وأن نور العلم أفضل من نور الدنيا بأسرها. كما ذكر ابن عباس رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة..." مما يشير إلى مكافأة جليلة لمن يسعى لتحقيق الكمال الروحي من خلال البحث عن المعارف المختلفة.
وفي زمن الخلفاء الراشدين، كانت الدولة الإسلامية تشجع بشدة على نشر الثقافة والعلم. فخلال خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تم إنشاء دار الكتاب التي كانت مركزاً هاماً لتجميع وتنظيم الأعمال الأدبية والدينية والأدب العربي القديم. أما خلال العصر الذهبي للإسلام، حيث بلغت الحضارة العربية والإسلامية ذروتها بين القرن الثامن والخامس عشر ميلاديًا، شهد العالم فترات ذهبية شهدت نهضة كبيرة في مختلف المجالات كالعلوم والفلسفة والشعر وغيرها الكثير والتي كانت مبنية جميعها على أسس معرفية متينة ومتنوعة.
وبالتالي، فإن ارتباط الدين والثقافة بتعزيز ثقافة التحصيل والاستفادة ممن سبقوا هو جانب مهم جداً يفسر سبب تقدم المسلمين السابقين مقارنة بالأزمات الفكرية الحالية لدى بعض منهم. لذلك، يمكن اعتبار التميز الأكاديمي جزءا أصيلا من هويتهم الدينية وثقافيتهم الغنية المتجذرة عبر التاريخ الطويل لهذه العقيدة الرحبة الرحم الأم للعقلانية المنطلقة نحو فضاءاتها المفتوحة بلا حدود أمام كل بحث وجهد يساهم ببناء مستقبل البشرية جمعاء بغض النظرعن انتماءاته وانتماء مجموعاتهم اللغوية أو العرقية أو حتى الدينية طالما أنها تسعى للوصول للحكمة الإنسانية العامة المشتركة بين أفراد المجتمع الدولي الكبير الذي يحكمه القانون الأخلاقي العالمي الموحد للقيم الإنسانية الأصيلة المبني جزئياًعلى أساسيات ديننا الحنيف والذي يعد منبع تلكالقوانينورحمته المباحث بها كافة شعوبه مهما اختلفوفتباعدو مساحيه وفكريا وعاطفيا واجتماعيا أيضا فهوالذي جعل أبناء جلدتنا منتشرين حول بقاع الأرض مختلفة ألوانهن ولغاتهن وستظلون دائماًأسره واح