- صاحب المنشور: عزيزة الزاكي
ملخص النقاش:
مع تطور التكنولوجيا بسرعة هائلة، باتت الآلات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تشكل تهديداً ومصدر فرص متزامن للعديد من الوظائف التقليدية. يتناول هذا المقال كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز كفاءة العمل وتبسيطه ولكنه قد يؤدي أيضا إلى فقدان بعض الأدوار البشرية.
في الجانب الإيجابي، يُظهر الذكاء الاصطناعي قدرته الاستثنائية في التعامل مع المهام المتكررة والمملة والتي غالبا ما تكون مؤقتا غير ممتعة للموظفين البشريين. فمثلا، الروبوتات القادرة على الرؤية الحاسوبية قادرة الآن على القيام بمهام مثل فرز المنتجات الصناعية أو إجراء عمليات تفتيش دورية أكثر دقة وكفاءة مقارنة بالإنسان. وفي قطاع الخدمات المالية، يتم استخدام الخوارزميات المعقدة لتحليل البيانات الكبيرة واتخاذ قرارات مستندة على تلك التحليلات بسرعة أكبر بكثير مما يستطيع البشر تحقيقه.
بالإضافة لذلك، يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات وأنظمة ذكية لمساعدة العمال في ادائهم اليومي. وباستخدام هذه الأداوت، تستطيع الشركات زيادة إنتاجيتها وخفض تكاليفها التشغيلية. مثال آخر هو مجال الصحة حيث تُستعمل تقنية الذكاء الاصطناعي لفحص الصور الطبية واكتشاف الأمراض مبكراً مما يساعد في علاج المرضى وتعزيز صحتهم العامة بشكل أفضل. يمكن لهذه التقنية أيضًا تقديم رعاية طبية شخصية ومتخصصة بناءًا على بيانات كل فرد.
لكن وعلى الرغم من الفوائد العديدة، إلا أنه هناك تحديات تواجهها الوظائف التقليدية جراء دخول الذكاء الاصطناعي. أحد أهم هذه التحديات هو خوف الناس من أن يفقدوا وظائفهم بسبب الاعتماد الزائد على الآلات والأنظمة الذكية. وقد أظهرت الدراسات الحديثة مدى شعور الأشخاص بالقلق حول احتمال خسارة عملهم لمصلحة تقنيات جديدة. بالإضافة لذلك، يناقش البعض عدم القدرة على خلق فرص عمل جديدة موازية لتلك التي تم استبدالها بالتكنولوجيا.
إحدى الحلول المقترحة لتخفيف حدة التأثيرات السلبية هي رفع مستوى المهارات التعليمية لدى الأفراد حتى يتمكنوا من الانخراط في تخصصات تتطلب مهارات بشرية فريدة يصعب تطبيق الذكاء الاصطناعي عليها حاليا. وتمثل مجالات كالابتكار والإبداع والإدارة وإدارة المشاريع والفلسفة وغيرها فرصًا لأفراد لديهم خبرة معرفية وفنية عالية المستوى. كما يقترح خبراء آخرون التركيز على مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم للتكيف واستيعاب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بطريقة تضمن بقاء مكانها ضمن المنافسة وتحقيق مصالح موظفيها.
وفي النهاية، رغم وجود مخاطر محتملة، فإن تبني الذكاء الاصطناعي يشكل فرصة كبيرة للشركات والأفراد على حد سواء للاستفادة منه في تحقيق نجاحات ملحوظة. ومن خلال فهم اتجاهات ومجالات التطبيق المختلفة، يمكن وضع سياسات داعمة تؤدي لإشراك الجميع في أثر الثورة الرقمية أثناء الحد من آثارها الضارة المحتملة.