- صاحب المنشور: سعدية بن العابد
ملخص النقاش:يشهد عالم تكنولوجيا المعلومات تطوراً ملحوظاً مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي التي غيرت الطريقة التي نتعامل بها مع البيانات وأتممت العديد من المهام. لكن رغم هذه الانتشار العالمي لتلك التقنيات، يواجه التعليم العالي في العالم العربي عدة تحديات تحول دون استيعاب كامل لهذه الأسلحة الحديثة.
التحدي الأول: الافتقار إلى البنية الأساسية والموارد اللازمة
على الرغم من وجود بعض الجهود المبذولة لدمج علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية الجامعية، فإن الواقع الحالي يكشف عن نقص حاد في البنية الأساسية والموارد الضرورية لدعم هذا النوع من التعلم. فالبيانات المتاحة محدودة وغير كافية لممارسة وتمارين عملية فعالة، كما تفتقر العديد من المؤسسات الأكاديمية العربية إلى المعدات والأجهزة اللازمة لأبحاث وتطبيقات متقدمة في مجالات مثل رؤية الكمبيوتر ومعالجة اللغة الطبيعية.
التحدي الثاني: ضيق خلفيات المعلمين وأعضاء هيئة التدريس
معظم أعضاء الهيئة التدريسية الذين يعلمون دورات علوم الحاسوب ليست لديهم الخبرة الكافية أو التحديثات الأخيرة حول آخر التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. وهذا يؤدي إلى تقديم مواد دراسية قديمة قديمة ولا تتلاءم مع الاحتياجات الحديثة لسوق العمل المتغيرة بسرعة كبيرة.
التحدي الثالث: عدم توافق الدورات مع احتياجات سوق العمل المحلية والعربية
غالبًا ما تكون المواد المقترحة ومحتوى الدورات عامَّة وتركزيّة على المجتمع الغربي ويتجاهل البيئة والثقافة الإقليميَّة للأماكن العربية. وعليه فإنه يتعين علينا إنتاج محتوى محدد مناسب لكل منطقة تستهدفها هذه البرامج العلمية وبناء شراكات أكاديمية بين مؤسسات التعليم العالي المختلفة لإعداد جيل جديد قادرٌ على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بطرق مبتكرة تلبي حاجات مجتمعاتها ومستقبلهم المهني الفريد.
التحدي الرابع: غياب بيئات عمل مناسبة للبحث والدراسة
يتطلب البحث المتعلق بالذكاء الاصطناعي بيئة بحثية داعمة توفر الوصول إلى بيانات ضخمة والحوسبة عالية الأداء وأحدث البرمجيات مفتوحة المصدر. وفي حين شهد المنطقة العربية في السنوات القليلة الماضية زيادة هائلة في قدرتها الاستضافة للحوسبة السحابية إلا أنها مازالت بعيدة جدًا من تحقيق مستوى مماثل لما توفره مراكز البحوث الشهيرة دولياً. بالإضافة لذلك هناك قصور واضح بشأن مشاركتها كمصدر للإنتاج المعرفى برغم امكانيتها الواضحة فى هذا المجال نظراً لقلة عدد الأعمال المنشورة داخله مقارنة بمحيطاته العالمية الأخرى ذات الشأن.
فرصة النهضة بالمستقبل
بالرغم مما سبق ذكره سابقاً وما يحمله معه من عقبات جسام نواجهها حالياً عند الحديث حول مستقبل منظومات الذكاء الصناعى داخل الوطن العربى ولكن تبقى أمامه الكثير ليصل ويحقق نجاح باهر بإذن الله وذلك عبر :
- استحداث برنامج توعوي: يتم تشجيع طلاب المدارس الثانوية والشباب الرياضيين المؤثرين لنشر ثقافته وفوائده المتعددة للمجتمع وللحراك الاقتصادى أيضاً .
- تحسين المحتوى: يمكن ذلك بتزويد مواده بفيديوهات وتسجيلات صوتية تساعد أكثر بلغات مختلفة .
- تشكيل فريق مساند: ضرورى للغاية لكسر حواجز التواصل الثقافي واكتشاف طرق جديدة للتفاعل المثمر بين مختلف الدول الموجودة ضمن فضاءنا الجغرافى الكبير الواسع واسمه "العرب".
- تهيئة الظروف المناسبة: تأ