- صاحب المنشور: أسامة الراضي
ملخص النقاش:
تشهد مجتمعاتنا اليوم انتشارًا واسعًا للألعاب الإلكترونية بين الشباب، مما يثير جدلًا حادًا حول مدى تأثيرها المحتمل على صحتهم النفسية. يُعد هذا الموضوع ذا أهمية خاصة حيث يتجه العديد من الأطفال والمراهقين نحو هذه الوسيلة الترفيهية الحديثة. تهدف الدراسات والبحوث المتزايدة إلى فحص التأثيرات الفعلية لوسائل الترفيه الرقمية مثل ألعاب الفيديو على جوانب مختلفة للصحة العقلية للإنسان، بما في ذلك مشاعر الإشباع الذاتي، والإدمان، ومستويات القلق والاكتئاب، وغيرها.
أثارت الدراسات المختلفة قلقًا بشأن احتمال حدوث آثار ضارة محتملة للألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية للمشاركين ممن هم أقل سنًا. وفي حين يرجع بعض الباحثين تلك الآثار الضارة لتناول أشخاص معينة لألعاب ذات مضامين شديدة العدوانية أو العنيفة بصورة مكثفة ومتكررة؛ يشير آخرون بأن استمرار التواجد الطويل أمام الشاشات يمكن أن يساهم أيضًا بمفرده بتطوير حالات نفسية غير مستقرة لدى البعض. ويُشير البحث الأخير الصادر حول موضوع إدمان الألعاب الإلكترونية بأنه ليس مرتبطا بمدة اللعب وإنما بطبيعة تجربة اللاعب نفسه أثناء جلساته الطويلة أمام الشاشة!
وعلى الرغم من وجود أدلة علمية محدودة نسبيا حتى الآن لتحديد الدور الدقيق الذي تلعبه الألعاب الإلكترونية كمؤثر مباشر مباشر لأمراض عصبية وجدانية أخرى كالاكتئاب مثلا؛ إلا أنه هناك اشارات تشير لإمكانية ارتباط استخدام الأنظمة المحاكاة بالشعور بالتهديد النفسي وانخفاض الثقة بالنفس وزيادة الميل للسلوكيات الانسحابية وعدم القدرة للتفاعل الاجتماعي الطبيعي بالإضافة لعرض اضطراب "فرط الحركة وتشتت الانتباه". لكن دعونا نلاحظ هنا أن هذه الأمور ليست بأي حال من الأحوال نتيجة مباشرة لاستخدام تلك التقنية بل تتعلق بدرجة تعاطف الطفل وتعريضه لمحتوى خطير قد يؤدي به لهذه الاحتمالات الخطِرة.
ويبدو واضحاً أيضا دور الأسرة الكبير فيما يتعلق بتوجيه اهتمام أبنائهم واستغلال وقت فراغهم بإيجابية بعيدا عن الأفكار المغلوطة التي تربط دائمًا بالأجهزة الإلكترونية عامة وألعاب الفيديو خصوصا. وبالتالي فإن تطبيق السياسات التعليمية المناسبة وإشراك الجهات الرسمية المعنية ستكون عاملاً هاماً لمنح الأطفال الفرصة للحصول على بيئة مناسبة تسمح لهم باتخاذ القرارات الصحيحة بشأن كيفية تضمين الأنشطة الرقمية ضمن روتين حياتهم المعتاد والتي ينبغي ألّا تهدر جهدهم ولا تعطلهم قدرتهم الكاملة علي المواظبة الأكاديمية والتواصل المجتمعي المثمر المستقبلي .
وفي النهاية فان فهم طبيعة العلاقات المبهمة بين عالم الواقع وعالم الاتصال افتراضي سيسمح لكافة أفراد المجتمع بالتعمق لفهم حجم خطر واقع مزعج قد يقضي مستقبل شبابنا إن تم تجاهله تماما بدون اتخاذ إجراء رادع لحماية طاقات هؤلاء الفتيان والشابات الذين يستحقون حق الوصول الي أرض خصبة لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم بلا عقبات خارجية تحول دون بلوغ اهدافهم المنشودة بالحياة العملية الناجحة سعيدا مطمئن القلب مطمأن العين باذن الله تعالى سبحانه وتعالى جل شأنه "اللهُمّ اجعل أيامَنا كلَّها خيرٌ"آمين يا رب العالميين ??