• صاحب المنشور: لطيفة بن شقرون
  
  ملخص النقاش:
  يتطور مجال التعليم باستمرار مع تطبيقات متزايدة للتقنية الحديثة. واحد من أكثر التطورات تأثيراً هو استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) الذي يحمل معه فرصا هائلة ولكنه يشكل أيضا تحديات جديرة بالبحث. يمكن لذكاء اصطناعي ان يساعد في تحسين تجربة التعلم وتحقيق نتائج أفضل من خلال تقديم حلول شخصية ومخصصة لكل طالب بناء على حاجاته وقدراته الخاصة. لكن هذا التحول يتطلب مراعاة العديد من الجوانب الأخلاقية والفكرية للحفاظ عليها عادلة ومنصفة بالنسبة لكافة الطلاب والمعلمين.

إحدى أكبر الفوائد المحتملة لاستخدام AI هي القدرة على تصميم دورات دراسية مصممة خصيصاً لتناسب احتياجات كل فرد. باستخدام الخوارزميات المتقدمة، يستطيع النظام تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطالب وتقديم مواد تعليمية تتوافق مباشرة مع تلك الحاجات. هذه الأنظمة الصانعة للمحتوى، أو المحرضين المعرفيين كما يُطلق عليهم غالباً، قادرة على إنشاء محتوى مرئي وصوتي مكتوب ليناسب مستوى فهم واحتياجات التلميذ الحالي. وهذا يعني أنه بدلاً من تلقي دروس عامة ذات مقاييس واحدة يناسب جميع المستخدمين، سيحظى كل طالب بمجموعة فريدة خاصة به تضمن له فرصة التعلم الأمثل.

بالإضافة إلى ذلك، توفر تقنيات مثل الروبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي خيارات دعم فوري وغني بالمعلومات حيث تستجيب للسؤال المناسب وفي الوقت المناسب. هذه الخدمات ليست مجرد أدوات مساعدة بل إنها أيضًا حاضنة للمعارف الجديدة والمُبدعِـة والتي يتم تطويرها يومياً اعتمادًا على بيانات الاستجابة الإنسانية - مما يجعل العملية ككل أكثر كفاءة وإنتاجية بكثير! ولكن رغم وجود جوانب ايجابيه عديده ، هناك مخاوف ملحة محيطة بهذا الشأن .على سبيل المثال :

1) التأكد من عدم حدوث ظاهرة "الانغماس" الزائد داخل بيئة افتراضية حيث قد يؤدي الاعتماد الكبير علي الذكاء الصناعى الى فقدان المهارات الاجتماعية الاساسية والحاجة للتفاعل البشرى المباشر بين المعلم及الطالب وذلك داخل نطاق الفصل الدراسى التقليدى.

2 ) قضية الخصوصية وأمان البيانات الشخصية وأخيرا وليس آخرا ، فإن الموضوع الأكثر أهمية وهو تأثير الثورة الرقميه تلك علی الوظائف وانشغال قسم كبير من الافراد بعملية التصحيح الآلي للأعمال اليدويه وبالتالي قصورهم عن القيام بأدوار أخرى ذات طابع بشري وفكري أعلى مستوي .

في النهاية, يلزم العمل بصورة جماعية ومتوازنة بين جهود المجتمع الأكاديمی والعالم العلمی لإعداد سياسات واضحه بشأن كيفية تطبيق واستثمار تكنولوجیا الذکاء الأصطناعی طبقا لمبادئ الاخلاق والقيم الإنسانیة السامية بدون المساهمه باحداث أي نوعٍ من انواع الإضرار بالمستخدمین最终的.