- صاحب المنشور: وجدي الزموري
ملخص النقاش:مع ازدياد الاعتماد العالمي على التكنولوجيا وتطوراتها السريعة، أصبح من البديهي النظر إلى تأثيرات هذه الثورة الرقمية على البيئة. حيث تظهر العديد من المخاوف المتعلقة بإنتاج الأجهزة الإلكترونية واستخدامها، بالإضافة إلى توليد البيانات الهائلة التي تعتبر مصدراً رئيسياً للانبعاثات الكربونية. يشكل هذا الموضوع تحديًا كبيرًا أمام الصناعة والتكنولوجيين والمجتمع كله لإيجاد حلول توازن بين الابتكار والإلتزام بأهداف الحفاظ على البيئة.
آثار تكنولوجيا المعلومات على البيئة
تلوث المعادن الثقيلة:* عملية تصنيع رقائق الكمبيوتر والأجهزة الذكية تتطلب استخدام معادن ثقيلة مثل القصدير والكوبالت والتي يمكن أن تكون سامّة عندما يتم التعامل معها بطرق غير مناسبة أو عند نهاية عمر الجهاز. كما تُعدّ عمليات إعادة التدوير لهذه المواد إحدى أكبر مساهماتها السلبيّة بيئيًا.
استهلاك الطاقة:* يستهلك قطاع تكنولوجيا المعلومات نسبة كبيرة من استهلاك العالم لمصادر الطاقة المُولدة للمرافق الكهربائية بنسبة تقدر بحوالي 7% حسب دراسة حديثة أجرتها "The Climate Group". يأتي ذلك نتيجة لاستمرار التشغيل المستمر لمراكز بيانات الشركات العملاقة ومواقع الإنترنت المختلفة طوال الوقت بالإضافة إلى الاستعمال الفردي للأجهزة المنزلية.
نفايات البلاستيك الإلكتروني:* يُقدر أنّ حوالي 41 مليون طن متري من نفايات الإلكترونيات ينتج سنويًا حول العالم، مما يعكس حجم المشكلة المرتبط بتخلصنا الآمن وغير الآمن منها. أكثر المواد شيوعاً هي بلاستيك بولي كربونيت والذي يستخدم بكثافة داخل الهواتف والحواسيب المحمولة وأجهزه أخرى مشابهة لها.
الجهود نحو تحقيق الاستدامة
بالرغم من وجود بعض العقبات إلا أنه يوجد أيضاً الكثير من الفرص لتحقيق التحول الأخضر ضمن القطاع التقني. ففي حال اتخذت الخطوات المناسبة فقد توفر فرصة عظيمة للتغلب على مشاكل اليوم وتعزيز صحة الأرض لكلا الجانبين الحالي والمستقبلي:
- التصميم الدائري: يتضمن نهجا شاملاً بداية من مرحلة إنتاج المنتَج وانتهاء بلحظة تحويله لنفايات أو إعادة تدويره مرة أخرى. حيث يدفع المصممين لاتباع سياسة خلق منتج حيادي انبعاثيا قدر الإمكان منذ لحظته الأولى. مثال بارز لهذا النهج هو شركة آبل التي رفعت مؤخراً مستوى شفافيتها بشأن مدى صداقة منتجاتها بالبيئة.
- التحسينات البرمجية: تعد أدوات التشغيل الخضراء أحد الحلول المطروحة لتوفير كميات هائلة من الطاقات المستخدمة للحوسبة عبر خفض تحميل العتاد الزائد عنها. كذلك ظهر نوع جديد من الملفات يعرف باسم XML Green File وهو عبارة عن تنسيق محسَّن يخفض استخدام المساحة الضوئية ويقلل بذلك مخلفاته بمقدار نصف حجم