• صاحب المنشور: فاضل السالمي
  
  ملخص النقاش:
  التكنولوجيا الحديثة قد جلبت معها العديد من الفوائد غير المسبوقة للإنسانية؛ بدءاً من تحسين الكفاءة الاقتصادية حتى تطوير الرعاية الصحية المتطورة. لكن هذا الابتكار يأتي بتكلفة بيئية كبيرة. تتسبب الصناعات التكنولوجية مثل تصنيع الأجهزة الإلكترونية وإنتاج الطاقة اللازمة لها، في كم هائل من النفايات والتلوث، مما يؤثر بشكل مباشر على الاستدامة البيئية.

**إستنزاف الموارد الطبيعية:**

يستهلك قطاع التكنولوجيا كميات ضخمة من المواد الأولية لإنتاج المنتجات الإلكترونية والأجهزة الذكية. هذه المواد تشمل المعادن الثمينة كالكوبالت، التنغستن، والفاناديوم التي غالبا ما يتم استخراجها بطرق تُضر بالبيئة المحلية وتُضحي بحياة السكان الأصليين حول مواقع المناجم. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب إنتاج رقائق الكمبيوتر والبلاستيك المستخدم في تصميم معظم الأجهزة عددًا كبيرًا من الموارد غير المتجددة والتي يمكن أن تؤدي لاستنفاد موارد الأرض إذا لم يتم تعويض هذه الاستخدامات بوسائل مستدامة.

**تأثير ثاني أكسيد الكربون (CO₂):**

يتجاوز تأثير انبعاثات CO₂ الناجمة مباشرة عن التصنيع إلى مرحلة استخدام المنتج نفسه. حيث أدى انتشار الإنترنت والثورة الرقمية إلى زيادة الطلب على مراكز البيانات - وهي بنية تحتية ضخمة تحتاج لكميات هائلة من الطاقة للتشغيل والصيانة. وفقا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا بيركلي عام 2019، فإن صناعة تكنولوجيا المعلومات العالمية مسؤولة عن حوالي 4% من مجموع انبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً.

**حلول محتملة نحو توازن أفضل:**

لمواجهة هذه القضايا، هناك حاجة ماسة للتوجيه الإستراتيجي والاستثمار في الحلول الخضراء داخل القطاع التقني. وهذه بعض المقترحات الرئيسية:

* تصميم أكثر صداقة للبيئة: يمكن للشركات المصنعة للأدوات الإلكترونية تبني تقنيات جديدة تقلل من الضرر خلال مراحل التصنيع والنقل. وكذلك التركيز على مواد قابلة لإعادة التدوير ومكونات عضوية أقل ضرراً.

* استهلاك طاقة أكثر كفاءة: البحث عن حلول لتوفير الطاقة في مراكز البيانات باستخدام التقنيات الجديدة مثل التعلم العميق الذي يساعد على ضبط درجة حرارة الراكبين بناءً على الحمل الحالي لهم. أيضا، الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس.

* تحسين دورة الحياة للمعدات: يشجع برنامج "إعادة تدوير الجوال" من قبل شركات الاتصالات العملاء بإعادة معداتهم القديمة للحصول على خصومات أو مكافآت نقدية مقابل شراء منتج جديد. وهذا يضمن عدم رمي المعدات المهملة وإنما إعادة تدويرها وأجزائها المفيدة.

وفي نهاية المطاف، يستلزم تحقيق التوازن المثالي بين التطور التكنولوجي والممارسات الأخلاقية جهوداً مشتركة من جانب الحكومات، الشركات الخاصة، والمجتمع المدني لوضع سياسات داعمة وتعزيز ثقافة المسؤولية البيئية داخل الصناعة التكنولوجية.