يتساءل العديد من المسلمين حول كيفية التعامل مع التشكيك والاستفسارات المتعلقة بالإسلام، خاصة عندما يواجهون تصرفات أو أقوال تبدو غير متوافقة مع تعاليم الدين. يجب التأكيد أولاً على أهمية تجنب الانجرار خلف الأفكار والسلوكيات المنكرة التي قد تؤدي إلى اتهامات سخيفة للإسلام نفسه. إن طرح أسئلة مثل "يا دين ربي، ما بك؟" يمكن اعتباره شكل من أشكال الاستياء وعدم القبول، وهو أمر بعيد تماماً عن روح الإسلام الرحيمة والميسرة.
ومن الناحية الشرعية، إذا تم استخدام هذه العبارات بهدف التقليل من شأن الدين أو حسابه، فهي تعتبر ردة وكفر، مما يستوجب التحذير منها بشدة. ولكن إذا كانت نوايا المستخدم بريئة ولم يكن يقصد إيذاء الإسلام، فقد يكون الأمر مختلفاً. لذلك، من المهم فهم السياق والنوايا وراء مثل هذه التصريحات قبل الحكم عليها.
نصيحتنا الرئيسية هي الإعراض عن أي شكوك أو تساؤلات حول أساسيات العقيدة الإسلامية، بما فيها مسائل الطهارة والكفر. بدلاً من ذلك، يجب التركيز على تعلم أحكام الدين بشكل صحيح من خلال الرجوع لأهل العلم والثقة. فالإسلام جاء براحة ويسر للناس، وليس لتحميلهم فوق طاقتهم. يقول القرآن الكريم: "وما جعل عليكم في الدين من حرج"، وهذا يعني أن الله تعالى لم يجعل عبئًا ثقيلًا على المؤمنين فيما يتعلق بتعاليم الإسلام.
ولتجنب الوقوع في دوامة الشك والتردد، إليك بعض الخطوات العملية:
1. احسن ظنك بالآخرين وأعط أعمال الناس أفضل تأويل ممكن، بناءً على السيرة النبوية المثالية للسلف الصالح الذين كانوا يحاولون دائمًا احتساب الأقوال والأفعال لصالح الآخرين.
2. ادع الله كثيرًا بأن يعافيك ويعافينا جميعًا في دنيانا وآخرتنا. فهو سبحانه هو الوحيد القادر على دفع الضرر عن خلقه وحماية أجسامهم وأرواحهم وعقولهم من سوء الفتنة والشيطان.
وفي النهاية، ندعو للمزيد من التفاهم والاحتواء للأفراد الذين لديهم شكوك وتساؤلات حول معتقداتهم. حيث أن الطريق نحو التفاهم والتسامح يكمن في التشجيع على تبادل المعلومات والمعارف بطريقة محترمة ومتحضرة.