زوج صالح•
كنت في العشرين من عمري يوم تقدم لي الشاب الذي أحلم به؛ طالب علم عليه سيماء الصلاح والاستقامة، ووافقت وقتها بعد استخارة واستشارة دون تقصٍ واضح لأمور أخرى قد تهم الناس عادة ومضت الأيام وأنا أعيش فترة الخِطبة إلى أن اقترب موعد الزواج، وتسامع الناس بالخبر في بلدتي الصغيرة،
فتتابعت علي التحذيرات وتخويفي من الارتباط بجاد متزمت بعيد عن مباهج الحياة!
اضطربت واحترت بين الثبات على المبدأ وبين الاستسلام والتراجع، إلى أن شاء الله جل وعلا في لحظة لا أنساها بعد صلاة الفجر جلست أنتظر الإشراق وأخذت المصحف وتلوت من سورة آل عمران، حتى توقفت فيها على قوله تعالى
: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
لم أكن أعرف تفسيرها ولا فيمن نزلت، لكنني شعرت أنها تخاطبني فكررتها عدة مرات وبعدها اتخذت قراري وتم الزواج.
واليوم بعد مرور خمسة وعشرين عامًا على زواجي، أرى تتمة الآية في حياتي: (فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )(174).
|سلوى فؤاد.