- صاحب المنشور: جمانة بن عيسى
ملخص النقاش:
تواجه البشرية اليوم تحديًا بيئيًا ملحًا يتمثل في التغيرات المناخية. إن ارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب الانبعاثات الغازية التي تنتجها الوقود الأحفوري يعد دافعًا رئيسيًّا لضرورة التحول نحو استخدام موارد طاقة أكثر استدامة ومتجددة. تُعتبر الطاقات المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة المد والجزر وموارد أخرى حلولا واعدة لتلبية احتياجاتنا المتزايدة للطاقة مع تقليل الأضرار البيئية. وفي هذا السياق، يسلط الضوء البحث العلمي الحالي والدراسات العملية حول تأثير هذه البدائل الجديدة على النظام البيئي وتأثيرها الاقتصادي والمجتمعي على نطاق واسع.
تعزيز الاعتماد على الطاقات الخضراء له آثار بعيدة المدى على تحسين جودة الهواء وخفض انبعاثات غازات الدفيئة مما يساهم بشكل مباشر في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتلاشي الظواهر الجوية الشديدة كالأمواج الحارة والأعاصير والكوارث الطبيعية المتكررة. لكن، يتطلب هذا الانتقال عقبات فنية واجتماعية واقتصادية يجب مواجهتها باستراتيجيات مبتكرة تشمل زيادة الاستثمار والتوعية المجتمعية وتنمية البنى التحتية اللازمة لدعم هذه التقنيات الناشئة.
ومن جهة ثانية، تتعدد مزايا الطاقة المتجددة؛ فهي توفر فرص عمل جديدة بمجالات متعددة كالتصميم والبناء والصيانة للمحطات الكهرومائية وغيرها بالإضافة إلى دعمها الصناعات المحلية وتعزيز الأمن القومي عبر تقليل الاعتماد على واردات المواد الأولية. أيضا، فإن تطوير قطاع الكهرباء المستمد أساسا من مصدر طبيعي غير محدد وممتد زمنيا سيؤدي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وبالتالي تخفيف العبء عن الدول المصدرة لهذه الخامات الثمينة والمعرضة للتوقف المفاجئ للإنتاج أو الاضطراب السياسي بتلك البلدان.
وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي تم انجازه حتى الآن إلا أنه مازال هناك الكثير لنفعله لتحقيق انتقال فعال تماماً نحو اقتصاد خالي من الكربون بحلول عام ٢٠٥٠ وفق تقديرات الأمم المتحدة بشأن اتفاق باريس واتفاقات تغير المناخ العالمية الأخرى ذات الصلة بهذا الموضوع الحيوي والذي يستحق كل اهتمامنا وجهودنا المشتركة لبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة والحفاظ على خصوبة الأرض وعدالة استخدام مقدراتها الطبيعية لفائدة الجميع بلا استثناء.