- صاحب المنشور: هيام الزناتي
ملخص النقاش:
في الوقت الحاضر، تواجه المجتمعات الإنسانية تحدياً كبيراً يتمثل في تحقيق التوازن بين حقوق الإنسان الأساسية وبين دور الدولة ومؤسساتها. هذا الموضوع ليس جديداً ولكن تزايد التعقيدات والتغيرات الاجتماعية والسياسية جعلته أكثر أهمية وأكثر تعقيدًا.
من ناحية، هناك الاعتراف المتزايد بحقوق الإنسان الفردية التي تضمن للناس الحرية والاستقلال والكرامة البشرية. هذه الحقوق، كما وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وغيره من الوثائق الدولية، تشمل مجموعة واسعة من المجالات مثل حق الحياة، حرية الدين، حرية الرأي والتعبير، والحماية من القمع والإساءة.
ومن الجانب الآخر، تتطلب دولة قوية قادرة على حماية مصالح مواطنيها وتنفيذ الخدمات العامة الضرورية والمبادئ القانونية وضمان الأمن والأمان. لكن كيف يمكن للدولة أن تحافظ على هذه المسؤوليات دون انتهاك حقوق الأفراد؟ هذا هو جوهر المشكلة.
يتعين على الحكومات اليوم الموازنة الدقيقة بين هذين الطرفين مع مراعاة متطلبات كل منهما. فمثلاً، قد تفرض بعض التدابير الأمنية والتي تبدو ضرورية لمنع الجريمة أو مكافحة الإرهاب ولكنها قد تؤدي إلى تقليص المساحات المعترف بها تاريخيًا لحرية الفرد والتعبير. وكذلك الأمر بالنسبة لقضايا الهجرة واللجوء حيث يتوازى ضمناً بين رعاية اللاجئين واحترام حدود الدول الوطنية وإجراءاتها التشريعية الخاصة بالجنسية والقوانين الداخلية ذات الصلة.
ويُعد الاستماع للمجتمع المدني ومنظماته المختلفة أمر حيوي لإنجاح عملية التنفيذ الناجع لهذه السياسات. إن الشفافية الشاملة والمساءلة هي أيضاً عوامل شديدة الأهمية لتجنب حالات سوء استخدام السلطة وتحقيق هدف الوصول لحالة توفيقية مُرضية للأطراف كافة ضمن نطاق احترام سيادة القانون وكافة الضوابط والمعايير الشرعية والكونية الأخلاقية المتعارف عليها عالميا منذ القدم وتم اعتمادها رسميا عبر الاتفاقيات العالمية المتلاحقة حديثا أيضا .
يجب ألّا نغفل هنا أيضًا تأثير الثورات التقنية الحديثة والثورة المعلوماتية خاصة فيما يخص خصوصية البيانات الشخصية وكيف أثرت ذلك بشكل غير مسبوق حتى الآن على مدى فعالية قوانين سرية المعلومات والحفاظ عليها بالإضافة لما سبق ذكره أعلاه مما يتعلق بحرية الطباعة والنشر والتداول المفتوحة حاليا بوسائل التواصل الاجتماعي الجديد وانتشار ظاهرة "التنصت الإلكتروني" وما يشابهه مما يؤثر تاثير مباشر وجديد نسبيآ علي الحق الشخصي للفرد وخصوصيته وهذه قضيه مستجدّة تحتاج لمزيد البحث والتشريع الخاضع لكل متطلبات العدالة والعقلانية المرنة بالتزامن مع تطوير مفاهيم جديدة لدعم تلك المكتسبات الجديدة للسadvancement of humanity's rights and freedoms while maintaining national security and order in a balanced manner that respects international standards for human dignity and justice, without neglecting cultural, religious, and societal values specific to each nation or community.